يحيرني مصابُكَ كل عام ِ = ويختطف الجسارة من كلامي
فأحشدُ في يد ٍ ظمأ القوافي = وأشعل في اليد الأخرى عُرامي
فتنطفىءُ الحروف على رُؤاهُ ال = غريقة في السيوف وفي السهام
فأمتشقُ الحروف تذب عني = وتؤنس ركض حبك في عظامي
***
أحبك ياحسين وأنت أدرى = لأي مدى ً يُغامر بي هيامي
فبعض الوجد أنشره لواء ً = وبعض الوجد أُسرجُهُ أمامي
وأجترح الخطى حتى إذا ما = وقفن بلهفتي بين الخيام
رأيتك ليلة التوديع تتلو = مواثيق المحبة والسلام
وتقسم أن يظل الدين حيّا = بفيض جراحك الحمر الدوامي
***
رأيتك ليلة التوديع فجرًا = كأنك أحمد ٌ خير الأنام
و( عباسا ) يكاد يشب نار ال = عزيمة في السنان و في الحسام
و ( زينب ) تستعد لهول خطب ٍ = يشيب لهوله رأس الغلام
و يُرجع جانب الدنيا فتيّاً = ترف عليه أسرابُ الحمام
***
أليلة يوم عاشوراء عودي = بكل الصحو والهمم العظام
أعيدي فتحك القدسي زهوًا = حسينيا على الداء العُقام
وصبي النور في شرق و غرب ٍ = وليس على عراق ٍ أو شآم
فقد عمّ الظلامُ وعاد حيّا = أبو سفيان ينفخ في الظلام