هاتِ يا نجمُ لأقلامي مدادَا = قد سئمتُ الحبرَ بَرْدًا وسوادَا
وأعرني أحرفًا غير التي = أصبحتْ في مجمر العشق رمادا
أعطني النار التي تشعُلها = في حنايا الكون دفئًا واتقادا
أعطني النور الذي تغزلهُ = للسماوات جمالا ً و رشادا
صُبّ مِن روحك في أوردتي = نزَقًا يملأ ُ أحداقي عنادا
فأنا الآن على قارعة ال = فتح ِ أفتض ّ لأفراسي طرادا
علني أقطع شوطا واحدا = من طريق ٍ طاولَ الدهرَ امتدادا
ألثمُ الرملَ وأستاف شذى ً = لم يزل يُرهُبُ في الدرب القتادا
حيثُ آثار الحسين اكتنزتْ = للمغيرين َ سلاحًا و عتادا
***
جئتَ يا سبط الرسول المصطفى = فاصطفاك الدين حرزا وضمادا
جئت يا قرةَ عينَيْ فاطم ٍ = فانتشى الطهر سبيلا و رشادا
جئت يا شبل ( علي ٍّ ) فهوى = جبلُ الظلم عن الأرض ومادا
وانبرى سيفك بالحرية ال = فاتك ِ الحمراء ِ يشتد صِعادا
يُطلقُ الإنسانَ مِن أصفاده ِ = ويُعيدُ الأرضَ للناس مِهادا
وكفى سيفك فخرا أنّهُ = صنع الأحرارَ واختط الجهادا
***
يا أناشيدَ حسين ٍ لم نزل = نشربُ الأصداء َ جدا و اجتهادا
لم نزل نركضُ في مضماره ِ = نُلهُبُ الشوط صمودا واتحادا
لم نزل نُخْصِبُ من أوداجه ِ = هذه الدنيا بلادًا فبلادًا
ونُعيدُ النصرَ أفْقًا أخضرًا = يزرع ُ الصحوَ و يجتث ّ الرقادا
وسنبقى للسحابات التي = أنشأتها عرصة ُ الطف امتدادا
كلما اشتدّ علينا حقدُهُم = زادنا حبُّكَ حزما واحتدادا
ومشينا دربك الصعبَ وإنْ = فُرّقَ الجمع ُ مشيناها فُرادى
هو سرّ العشق ِ يا سلطانَه = لسواكم لم يدعْ فينا ودادا
كاذبٌ .. في شرعنا مَن يدّعي = أنّ في مسألة العشق ِ حيادَا