الجرحُ جرحك والآلام آلامي = أذاب يومُك فيها كلَّ أيامي
رُغم السنين التي ما بيننا احتشدَتْ = قد أتبعَ السهمُ قلبي قلبَك الدامي
فإنْ وقعتَ صريعًا في دماك فقد = غرقتُ بعدك في طوفانها الطامي
مازلتُ أبحث عن مجداف زورقك ال = محفوف ِ نصرًا فما يمتد إلهامي
فقلتُ للموج : خذني أيّما يبس ٍ = تشاءُ , أجهض هذا المد إقدامي
***
أين المفرُّ ؟ وأطياف المُصاب على = جفنيْ يُقَلّبُهُن المجرمُ الشامي ؟
لم ينسَ أشياخه والحق يطحنهم = طحنا بسيف ٍ لظهر الشرك قصّام
فهبَّ يطلب ثأرًا عند جدك ما = كان الأُلى أسسوا عنه بنوّام
توهّموا أنْ يعيدوا جاهليّتَهم = ويُركسوا الناس في ظلم وآثام
فكنتَ أنت الفدا للخلق تضحية ً = قِدْمًا تقلدتها من غير إحجام
مذ كنت نورا بساق العرش قلت أنا = أفدي الذبيح بآمالي وأحلامي
وبالضياغم من فرسان ملحمة ال = إيمان يكلؤهم عطفي وإعظامي
وبالحرائر من أبناء فاطمةٍ = أسعى بهن لهول الخطب قُدّامي
وبالرضيع تناغيه السهام على = صدري وتُسْلي الدما خفاقَه الظامي
وبالخيام ونار الحقد وارية ٌ = فيها وفيها نساويني وأيتامي
وبالحبال تُقادُ الثاكلات بها = إلى يزيد فلا راع ٍ ولا حام
وبالمدامع من أكباد شيعتنا = وجدًا علينا كصوب العارض الهامي
***
هوّن عليك أبا السجاد لو تلفت = نفوسنا فيك من حزن ٍ وآلام
لم نوف خنصَرك المبتورَ واجبَه = والحقدُ يبريه في حقد ٍ وإجرام
لم نبك إلا على أقدارنا شَحَطَتْ = بنا إلى الآن عن خيل ٍ وأعلام
حيثُ الصعودُ إلى عدن الخلود على = سنان عسّالة ٍ أو حدّ صمصام
***
أوّاهُ ياكربلا .. واليأس ينخر في = رجاء جيل ٍ على ذكراك حوّام
ألا تمدين للفجر الحبيس يدًا = لم يثنها الليل عن عزم ٍ وإقدام ؟
فتنزعين عن الأيام حيرتها = أو تبدليهن أيامًا بأيام ؟
وتزرعين دروب الصابرين مُنىً = تغفو على صدرها المخضل ّ أسقامي
***
لم يبق يا كربلا في مزهري وتر ٌ = أديرُ منه على العشاق أنغامي
هم أحرقوا الكرمَ واغتالوا منابعه = وصادروا كل أوراقي وأقلامي
فصرتُ يا كربلا صفر اليدين سوى = من حشرجات ٍ على أشداق تمتام
تصك وجه ( أبي سفيان ) ناقمة ً = ماحاولتْ يدُهُ الجذاءُ إلجامي