شعراء أهل البيت عليهم السلام - رهبان الليل والنجم

عــــدد الأبـيـات
43
عدد المشاهدات
2244
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/01/2010
وقـــت الإضــافــة
7:32 صباحاً

سل كربلاء ويومها المشهودا=وسل السهول وسل هناك البيدا وسل الرّبى عما رأته من الأسى=والدمع أغرقَ سهلهَا وجرودا وسل النجومَ البيض تعلم أنها=صارت على هول المصائب سودا هذي الفواطم من بنات محمد=ٍيلبَسن من خوف المصير برودا والجو مربد الجوانب قاتم=ٌوالريح تبعث في الرمال وقيدا ما كان يسمع غير وَلْوَلَة النسا=وصياحهن يفجّر الجلمودا وبكاءُ أطفالٍ ونهدةُ مرضعٍ=لم تستطعِ أن ترضع المولودا وبرغم قرب الماء ليس ينالُه=أحدٌ وباتَ على الحسين بَعيدا من دونه خيلُ العدى وصوارم=بيض أقامت بالفرات سدودا والظالمون تنكّروا لمحمد=ٍعلناً وأمسوا للضلال عبيدا وتبادرت للذبّ عنه عصبة=ٌعقدت على هام الزمان عقودا تستقبل الموتَ الزّؤامَ كأنها=تلقى بمعترك النزال الغيدا كانوا ضراغمةً يرون أمامَهم=جَيشاً كثيفاً أنكرَ التوحيدا وبرغم ذلك يضحكونَ كأنهُم=ْفوقَ المعالي يرتقونَ صعودا يتهازلون وهزلهم لا ينطوي=إلا على تقوى تصافح جودا هذا بُرَير ضاحكٌ مستبشرٌ=وحبيبُ يَعزفُ للمنونِ نشيدا رهبانُ ليلٍ والعبادةُ دأبُهم=أما الضحى فَيُرى الجميع أسودا والليلُ يطربه نشيد صلاتهم=والنجمُ يرعى للأُبَاة سجودا خطبوا الردى بدمائهم فكأنما=قد أمهروه ذمةً وعهودا يفدون بالمُهج الحسينِ لأنهم=عرفوا ومُذ كان الحسينُ وليدا أن الوصية لمِ تكن في غيره=والناس ما برحوا لذاك شهودا وبرغم قِلتِهمْ ونَقصِ عديدِهم=كانت لهم غُرُب السيوف جنودا هي ليلةٌ كانت برغم سوادها=بيضاء تبعث في الهدى تغريدا راح الحسين السبط يُصلح سَيفَهُ=فيها ليهزم بالشفار حشودا ويذيق أعناق الطغاة بحده=ضرباً يثير زلازلاً ورعودا وبدا يعاتب دهره وكأنه=قد كان منه مُثقلاً مجهودا ويقول أفٍّ يا زمان حملت لي=همّاً وكيداً حالف التنكيدا عُميت بصائر هؤلاء عن الهدى=ولقيت منهم ضلةً وجحودا والأمر للرحمن جل جلاله=كتبَ المهيمِنُ أن أموت شهيدا سمعت عقيلة هاشمٍ إنشادَه=فأتتهُ تلطمُ بالأكفّ خدودا وتقول واثكلاه ليت منيتي=جاءت وشقت لي فداك لحودا اليوم ماتت يا ابن أمّيَ فاطمٌ=واليوم أصبح والدي ملحودا واليوم مات أخي الزكّي المجتبى=والحزن سَهّد مقلتي تسهيدا فأجابها كلُ الوجود إلى الفنا=إلا الذي وهب الحياة وجودا لا تجزعي أختاه صَبراً واعلمي=أني سَالقى في الجنان خلودا مهما تمردت الطغاة فإنما=جنح البعوضة أهلك النمرودا وبكت حرائر آل بيت محمدٍ=وندبنَ بحراً للهدى مورودا قال الحسين برقةٍ نبوية=ٍحملت لهن من الفؤاد ورودا لا تخمشن عليّ وجهاً إن أتى=حتفي وصرتُ على الثرى ممدودا شدّوا العزائمَ واستعدوا للعنا=ودعوا الرسالة تبلغ المقصودا لا يستقيم الدّين إلا في دمٍ=من منحري إن سال يخضب جيدا والخيل تمشي في حوافرها على=ظهري وتحتز السيوفُ وريدا وبذاك أعتبرُ المنيةَ فرحةً=كبرى وأعتبرُ الشهادة عيدا
Testing