سَلِ الشريعةَ عنهُ إِذ تَملَّكَها = ظمآنَ و الهَمُّ قد هَبَّت عَواصفُهُ
و الحر يُشعِلُ ناراً في حُشاشَتِهِ = هل ذاقَ للماءِ برداً وهْوَ غارِفُهُ
رمى المَعينَ ببحرٍ من أنامِلِهِ = فصارِ صِنْوَ تليدِ الفضلِ طارفُهُ
عافَ النّميرَ رويًّا من شهامَتِهِ = وارتَدَّ عنه و ما ابْتَلَّت مَراشِفُهُ
أبوه حيدرةٌ مِن قَبلُ علَّمهُ = أن تُردِيَ الصَّيدَ في الهَيجا مَراهِفُهُ
وكان دَيْدَنُهُ في كلِّ معركةٍ = ضربَ الشجاعةِ مُذ شَّبَت مَعاطِفُهُ
(إِن لم يَزِد هو مَعنىً في شجاعَتِهِ = وَبأسِهِ حَسبَما يَطريهِ واصفُهُ
ولم يكُنْ فائِقاً من حيثُ صَولَتُهُ = على أبيهِ فلَم تنقُصْ مواقِفُهُ
فموقِفُ الطَّفِّ لا بدرٌ ولا أُحُدٌ = كانت تُوازيهِ يوماً أو تُرادِفُهُ
كلاّ ولا وقعَةُ الأَحزابِ إِن ذُكِرت = ولا حُنَينٌ إذا عُدّت تُناصِفُهُ