كتاب علي نصه ملأ الدنيا
السيد ابراهيم الطباطبائي
كتاب علي نصه ملأ الدنيا
كتاب علي نصه ملأ الدنيا=كتابٌ مجيدٌ طبَّق المجد والعليا
فلم ندر وحيٌ منزلٌ جاءنا به=رسولاً ام التنزيل قد سبق الوحيا
تلوح به الواح موسى بل العصا=تلقف من فرعون ما افكوا بغيا
فلو قيس قسٌّ في فصاحة لفظه=لردَّت لنا قسّاً فصاحته عيّاً
اذا فضَّ من ذاك الكتاب ختامه=تعبَّقت الآداب من طيبه ريَّا
يفوح لنا نشراً وطيّاً مع الصبا=فننشقه نشراً ونلثمه طيا
نقبِّل من عنوانه كل لفظة=مدبجة بالمسك كالشفة اللميا
تبدَّت لنا تزهو بزي خريدة=اذا برزت للشمس تخجلها زيا
تغازلها منا العيون كأنما=تغازل ليلى الأخيلية ام ريا
فمن مبلغ سحبان عني بلاغة=انمنمها رقماً وانقشها وشيا
ومن ذا يعيد ابن العميد لكي يرى=تقاريض لا يقظاً رآها ولا رؤيا
ولما رأينا الرشد وهو سريرة=لسري ابحنا فيه ما كتموا غيّا
وزيراً افاض العدل في كل بلدة=بلا وزر واستوزر الحزم والرأيا
فكم من كتاب ردَّ فيه كتيبة=ومن قلم اجرى به جحفلا جريا
فلم نرَ سعياً للولاة كسعيه=حديثاً وهل والٍ يقابله سعيا
ولو قد سمعنا في القديم فأنما=نرى ذاك مسموعاً وسعيك مرئيا
بسدٍّ اذا ما سدّ اسكندر وهي=بصدع من الايام لم ينصدع وهيا
اذا رام ذو القرنين سدّاً قرينه=على عزمه سدُّك في الدنيا
فصيَّرته جسراً حديدا مقنطرا=وزندك لا ينفك مقتدحا وريا
وعقَّلت جنّي الفرات معوذاً=فحيَّرت جنِّيا هناك وانسيا
فاحيا لنا ميتاً دفينا بهمة=همام وغى كم قدا مات وكم احيى
طلائعه في كل غرب ومشرق=تطالع غربيّاً عنيدا وشرقيا
لقد راع حتى الوحش باس انتقامه=الى ان تولى الذئب بالثُّلة الرعيا
وقد بثَّ في الاقطار حسن رعاية=يبيت بها سرب الرعية مرعيا
به قام ناموس الممالك معلناً=لملك ملوك الدهر حيهلا هيا