من صاح بالدين والدنيا إلا اعتبرا
السيد ابراهيم الطباطبائي
من صاح بالدين والدنيا إلا اعتبرا
من صاح بالدين والدنيا إلا اعتبرا=جرى المقدر محتوما خذا وذرا
من قالَ للفلكِ العلوي مجترأً=إن القضاء على مجري القضاء جرى
منغال من هاشم البطحاء سيدها=البحر والبدر الضرغامة الهصرا
تنفس الصبح حزنا حال منه ضحى=وجهٍ نفست عليه الشمس والقمرا
إن عرّس الركب ليلا في معرسه=لا ينحر البدن حتى ينحر البُدَرا
القاتل المحل في الأزمان إن دثرت =والمحيي من أزماتِ الدهر ما دثرا
يا عثرةً لم تقل من بعد عاثرها=يا لالعاً بعدها للدهر إن عثرا
كم قلتُ حين نعى الناعي عجمت فماً=أكفف نعيت نزار العرب بلُ مضرا
ينعاك نعي ذباب السيف قائمه=والكف ساعدها والساعد الظفرا
ينعاك نعي قناة الخظ فقرتها=والقوس حنوتها والمعجس الوترا
ينعاك نعي فتاة الحي واحدها=ولهي عليه تذيل الدمع منهمرا
ينعاك لليل إذ تحييه مبتهلا =حتى تميت به آناءه سهرا
ينعاك للصبح ردّ الليل حاجبه =حتى تمنطق بالظلماء واتزرا
يا صفقة الدين قد قلَّت بضاعته =لك الأنام فدىً إن قلَّ أو كثرا
غادرت سفر ذوي الامال أعينه =صور إليك يرى وجدانه صورا
إن صاخ للناس سمع أو رنا بصرٌ=فأنت للناس كنت السمع والبصرا
ما بعد محياك للمهدي محبرة=لمن ينير ويسدي بعك الحبرا
أو بعد جدواك للراجعين غيث جدىً=أو بعد علياك للاجين ليث شرى
يا معلق الناب في قلب الردى عجباً=هل كيف أعلق فيك الناب والظفرا
لو كان يحمي من الأقدار مقتدر=لردَّ باسك عنك الحتم والقدرا
يا مزجر النضو فيه قاطعا شققاً=لم يحتفل بعياف الطير أن زجرا
عرج لمكة والبيت العتيق وقف=لوث الأزار وعز الركن والحجرا
قف موقف الفاقد الحران فيه وقل=ما بعد فقد أبي المصرين أمّ قرى
واثن العنان لسامراء ننشدها=من كبَّ للحسن الزاكي جفان قرى
بالهون تصبح سامراء سامرها=يطارح الهمّ والأحزا والكدرا
من حافظ للملوك الأرض سلطنة=قد ضاع من يدها من يمنع الخطرا
من للمالك يرعاها رعايته=بناظر في خفايا السر قد نظرا
هيهات مثلك في الدنيا يُرى بشر=يا معوزا سعة الدنيا بها بشرا
نقلّ منك على قدس لو انتدبا=قدس ويذبل نهضاً فيه ما قدرا
سل حامليه على الأعناق هل حملوا=على العواتق جسم الروح والزبرا
هذا محمدُ محمول له جسد=وأروا به صحف إبراهيم والسورا
ثنوا بقبرك صدر الرمح منأطرا=صم الأنابيب والصمصامة الذكرا
يا موحش النفر الباقي لوحدته=ومونس النفر الماضي له سمرا
إن العلوم إذا لاحظت أودية=أحله اللَه منها الورد والصدرا