قف بالطفوف وسل بها أفواجها
السيد ابراهيم الطباطبائي
قف بالطفوف وسل بها أفواجها
قف بالطفوف وسل بها أفواجها=وأثرابا الفضل المثير عجاجها
إن ارتجت باب تلاحك بالقنا=بالسيف دون أخيه فك رتاجها
جلى لها قمراً لهاشم سافراً=رد الكتائب كاشفاً أرهاجها
ومشى لهاشمي السبنتي مخدراً=قد هاج من بعد الطوى فأهاجها
أو أظلمت بالنقع ضاحية الوغى=بالبارقات البيض شبَّ سراجها
فاستامها ضرباً يكيل طفيفها=ولاج كل مضيقة فراجها
يلقى الوجوه الكالحات فينثني=يفري بحد صفيحه أو داجها
كم سورت علقاً أساريب الدما=فرقى بها علماً وخاض عجاجها
أسد يعد عداه ثلة ربقة=فغدا ببرثنه يشل نعاجها
ومطحطح بالخيل في ملمومة=حرجت فوسع بالحسام حراجها
ما زلت تلقح عقم كل كنيبة=حتى إذا نتجت أريت نتاجها
ولكم طغت غيّاً ولج بغيها=فقطعت بالعضب الجراز لجاجها
ضجت من الضرب الدراك فالحقت=بعنان آفاق السماء ضجاجها
فإذا التوت عوجاً أنابيب القنا=بالطعن قام مقوِّماً اعواجها
ركب الجياد إذا الصريخ دعابه=معرية لم ينتظر أسراجها
الباسم العباس ما من خطة=إلا وكان نميرها واجاجها
ورد الفرات أخو الفرات بمهجة=رشفت بمعبوط الدماء زجاجها
قدهمَّ منه بنهلة حتى أذا=ذكر الحسين رمى بها ثجاجها
مزجت أحبته له بنفوسها=نفساً من الصهباء خلت مزاجها
ما ضرَّ يا عباس جلواء السما=لو وشحت بك شهبها أبراجها
أبكيت منجدلاً بأرض قفرة=بك قد رفعت على السماء فجاجها
أبكيت مبكى الفاقدات جنينها=ذكرت فهاج رنينها من هاجها
أبكيت مقطوع اليدين بعلقم=أجرت يداك بعذبه أمواجها
وبرغم أنف الدين منك بموكب=تقضي سيوف بني أمية حاجها
إن زغت يا عصب الضلال فإنما=أطفأت من سرج الهدى وهاجها
بهجت به الدنيا وعادك عيدها=وبودها لو أن تعد أبهاجها
راقت محاسنها ورقَّ أديمها=إذ كنت فيك مدبجاً ديباجها
قد كنت درتها على أكليلها=قد زينت بك في المفارق تاجها
ولحاجتي يا أنس ناظرة العلى=لو قد جلعتك للعيون حجاجها