في ميلاد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام مرتضى الشراري العاملي
في ميلاد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام
جذلى السطورُ كأغصان بها الثمرُ=طيرَ القريض بيوم النصف تنتظرُ
يؤمّها الشعرُ يشدو لحن فرحته=تنساب منه بيوم المولدِ الغُرَرُ
يذيبُ جمرةَ شوقٍ في شذى فرحٍ=فيرتوي الحرف والأفكارُ والصورُ
يعانقُ الفكرَ يجني شهدَ رحلتِه=في مولد حار في أبعاده السفرُ
في ليلة سطعتْ أنوار كوكبها=لا النجمُ شابهها لا الشمسُ لا القمرُ
فيها تجلّى إمامٌ تحت رايته=سيسعدُ الكونُ والأشياءُ والبشرُ
فيها تجلّى الذي من مسكِ طلعته=يُعطَّرُ المسكُ والريحانُ والزَهَرُ
إذْ كيف بالجرحِ الذي قد حَلَّ بلسمُه؟!=و بالقِفارِ التي قد أمّها المطرُ ؟!
وكيف بالأرض إذْ قد جاء مصلحُها=أليسَ يسعدُ فيها النبتُ والحجرُ؟!
أليس تخبو دموعٌ من محاجرها؟=و من أضالعها يُستأصَل الكَدرُ ؟
إنّ الإمامَ مَعينٌ في جوانحنا=في كل عِرقٍ لنا ذكراه تنتشرُ
نظلّ ننتظرُ المهديَّ ما خفقتْ=فينا القلوبُ، وبعد الموت ننتظرُ
وأنكرَ القومُ للمهديِّ غيبتَه=لمَ التريّبُ والدنيا بها الخَضِرُ ؟!
و في الطبيعة للأشياءِ غيبتُها=فكلّ ذي عودةٍ تلقاه يستترُ
فالغيثُ ذاك الذي نحيا بنزلته=يغيبُ في سُحُبٍ عاماً وينهمرُ
و الماءُ في النبع يروينا بفورته=يضمّه الصخرُ دهراً ثمّ ينفجرُ
و ذاكم الثمرُ المزدان في فنَنٍ=يغيبُ في تُربٍ من ثَمّ يزدهرُ
والشمسُ تُستَرُ نصفَ اليوم في ظُلمٍ=من ثَمّ تأتي فيأتي الفجرُ والسَحَرُ
و الحِبرُ يُستَر في الأقلامِ منتظِراً=به المشاعرُ والأشعارُ تنسطرُ
فلا الغيابُ غيابٌ طالما حضرتْ=إثْرَ الغيابِ عطايا الخيرِ تنتثرُ
و الكون لولا إمامٌ فيه محتجبٌ=لكان في الحالِ يهوي ثم يندثرُ
فبالإمامِ بقاءُ الأرضِ مرتَهَن ٌ=و بالإمامِ وجودُ الناسِ معتبَرُ
و تحجِبُ الشمسَ عن أبصارِنا سُحُبٌ=لكنْ حرارتُها يحيا بها البشرُ
فليس غيبتُها تعني عطالَتها=بلْ إنّها حضرتْ في كل مَن حضروا
كذا الإمامُ عن الأنظارِ محتجبُ=لكنْ بيمنِه يحيا كلُّ مَن نظروا
ليس الإمامُ من المأمومِ منتظَراً=بلِ الإمامُ لمأموميهِ منتظِرُ
فسوف يظهرُ إنْ وفّوا وإنْ صدقوا=و ليس يظهرُ ما استشرى بهم خَوَرُ
إنّ استتارَ إمامٍ للورى حِقباً=فيه اختبارٌ به المأمومُ يُختبَرُ
فالمؤمنون بغيبٍ طالَ قد ظفروا=والمنكرون: فما لمنكرٍ ظَفرُ
كانتْ أئمتُنا بين الورى نُجُماً=وضّاءةً بالهدى لكنهم نُكِروا
فشاء ربُك أن يخفى خليفتُه=والخيرُ يُرفَعُ إنْ لم يرْعَه البشرُ
قد كان في خطرٍ فالرب غيّبه=كالكنزِ يُستَرُ إنْ يُحدِقْ به الخطرُ
حتى يحينَ زمانٌ ليس يعلمُه=سوى الإلهِ به قد حارتْ الفِكرُ
فتظهرُ الشمسُ شمسُ الحقِ ساطعةً=لا السمعُ ينكرُها كلاّ ولا البصرُ
تدكّ ُ صرحَ الدجى، والظلمَ تهلكُه=تطهّرُ الأرضَ لا تبقي ولا تذرُ
وتملأ الأرضَ عدلاً، لا يظلّ بها=بلا صلاح الهدى بدْوٌ ولا حَضَرُ
و معشرُ الحق خلفَ الحقِ خُطوتُهم=طول الحياةِ بهذا الحقِ قد جهروا
طول الحياةِ به عاشوا وما ضعفوا=و ظلّ يصحبُهم بعد الذي قُبِروا !
سيُبعَثون جنوداً بعد رقدتهم=يرون قائدَهم بالحق ينتصرُ
وعدُ الإلهِ و ما للوعدِ من حِولٍ=به تنزّلت الآياتُ والسُورُ
إنّا نتوق لهذا اليوم في شغفٍ=نكادُ من جمرة الأشواقِ ننصهرُ
نردّد الشوقَ لحنا دونما مللٍ=أشواقنا أبحرُ و ما لها جُزرُ
و نسهرُ الشوقَ يسقي مسكَ أعيننا=فيملأ الليلَ مسكاً ذلك السهرُ
هذا الترقّب تاجٌ فوق هامتنا=دُرّ ُ الولاءِ به يزهو ولا القمرُ
مهما لقينا فلن نرضى له بدلاً=هو الحياة ُ لنا والماء والشجرُ
نظلّ نرقبُ أنوارا تفيض لكم=ياصاحبَ العصرِ مهما طالت العُصُرُ
إنّي أهنئُ أسيادي ومعتمدي=طه الرسول وبعدُ الأنجم الزُهُرُ
بعيد مولدِ آخرِهم وقائمِهم=عدل به الأرضُ كلُ الأرضِ تُشتَهرُ
عيد به دررٌ فاضتْ على شفتي=و كلُ شعرٍ به يُحكى هو الدررُ
ما أصدق المدحَ إذا ينمو بروضتكم!=ما أبدع الشِعرَ إذْ أنتم له الصور!
ما أثمنَ الحِبرَ إذْ يجري بأسطركم!=ماأعظمَ الفوزَ والبشرى لمن سطروا!
يسافرُ الشِعرُ في علياءِ فضلكمُ=مهما علا فمحالٌ ينتهي السفرُ
خيرُ الصلاة ِ على الأطهارِ من مُضرٍ=الغُرِّ من شَرُفتْ نسلاً بهم مُضرُ
1429ه