في ميلاد الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) مرتضى الشراري العاملي
في ميلاد الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام )
اجعلْ فمي بذرا الفصاحة ينطقُ=كي يبلغنّك أيّهذا الصادقُ
لكنْ ولو مُنِح الفصاحة أبحرًا=و أتى بها فيّاضةً تتدفّقُ
سيظلّ في مدح الإمام كأنّه=قزمٌ إلى قمم العلا يتشوّقُ
خجِل يراعي أن يسيل مداده=في ذكر مَن ذكراه طودٌ شاهقُ
في ظلّ طودك للحضارة منبر=للعبقريّة عندما تتفتّقُ
للعلم، للأخلاق، للقيم التي=تنمو كغاباتٍ بهديٍ تورِقُ
حيث ُ الحياة هناك يسري ماؤها=ولها بذاك الظلّ نبع ٌ دافقُ
أنتَ الإمامُ على الورى ووليّهم=هل يبلغ الشعر ُ المقامَ ويلحقُ
ما الشعر ما الشعراء عند مقامكم=إلاّ كجفنٍ بالشموس يحدّقُ
الشمس منكم تستمدّ ضياءها=والبدر من أنواركم يتألّقُ
والنّور أنتم والفضائل أنتم=ُ والحق ّ والنهج القويم الباسقُ
جئتم إلى الدنيا فجاء بهاؤها=وبنأي آخركم تراها تُصعقُ
أنتم أساس الكون أنتم شرطه=لولاكم ُ ما كان كون يُخلَقُ
وبيمنكم رُزِق الورى وتمتّعوا=لولا عظيم وجودكم لم يُرزقوا
أقوالكم إلاّ المواعظ والهدى=وفعالكم إلاّ السداد المطلَقُ
حركاتكم إلاّ بنيّة طاعةٍ=وسكونكم فكر النّهى المتعمّقُ
أسحاركم ميدان أدعية سمتْ=وضحاكمو سعي وهدي شيّقُ
أرواحكم تهوى الخشوع لخالقٍ=وعظيم طاعته تروم و تعشقُ
بولائكم كم من فتىً هو فائز=ٌ ومن الّلظى كم من نفوسٍ تُعتَقُ
وببغضكم كم من شقيٍّ هالكٍ=بجهنّمٍ في دركها سيُحرّقُ
هو مؤمن مَن في الورى تَبَع ٌ لكم=أمّا معاديكم فذاكَ الفاسقُ
أنتم سفينة بحرِنا المتلاطمِ=من حادَ عنها فهو حتمًا غارقُ
أنتم أنرتم للعبادِ طريقَهم=هلكَ الذي غيرَ المنارةِ يطرقُ
أنت تراجمة الكتاب، وآيُه ُ=بمقامكم بين الخلائق تنطقُ
الطاهرون الصادقون أولو التقى=المنفقون نفيسهم إذ أنفقوا
الصابرون على الذي يهوي له=صَلْد الرواسي والصخور تشقّقُ
الفكر فيكم يستقلّ شراعه=و يجولُ دهراً دون شطّ يبرقُ
حنّ الزمان لمثل مولد أحمد=فإذا بصادق آل بيته يشرقُ
في اليوم ذاته في الربيع الأوّل=فخر له بين الشهور محقّقُ
للمولدين وعاء خير إنّه=شهر على كل ّ الخليقة مغدقُ
فلتفخري يا طيبة الهادي وقد=دون المدائن حلّ فيكِ الصادقُ
ولتفخري يا أرض أنّكِ كوكب ٌ=بكِ أحمد ٌ مع آلهِ قد أشرقوا
لتفخر الأكوانُ أنّكمو بها=والعرشُ فليفخر وما هو أعرقُ
أو ليس ذا معنىً تزامن مولدٍ=لإمامنا مع جدّه و توافقُ ؟؟
فبأحمدٍ قامت شريعة ديننا=وبجعفرٍ حُفظتْ وظلّت تخفقُ
لمّا أتيتَ كأنّ جدّكَ قد أتى=يحيي الرسالةَ، والضلالةَ يمحقُ
كم من مضلٍّ قد كبحتَ جماحه=وقطعتَ شأفةَ ملحدينَ تزندقوا
ومخالفٍ أفحمته بسلاسةٍ=داواهُ علم ٌ فاض منكَ ومنطِقُ
أخرستَ كلّ منابذٍ و معاندٍ=بالزيف والبهتان ِ دهرًا ينعقُ
لأبيكَ أنتَ وهل أبوكَ سوى العلا=وهل الجنا إلاّ بأصلٍ يلحق ؟
هو باقر العلم العظيم وإنّه=أهل ٌ لأنْ يُلفى بمثلِكَ يُرزَقُ
ماذا أقولُ؟ وما المدائح في الذي=جعل المديح بذكرِه يتألّقُ
إلاّ كلاماً ليس يبلغُ شمسه=لكنْ على بعدٍ بضوئِه يشرقُ
أنا لم أنمّق في المديح قصيدتي=ذكرُ الإمام بها وحسبُ ينمّقُ
ذكرُ الرسول وآلِه بقصيدةٍ=يسمو بها نحو العلا ويحلّقُ
ليس الوعاء يضوع عطرًا إنّما=ما فيه من مسكٍ يضوعُ ويعبَقُ
يا سيّدي فاشفع لأمتنا التي=في نار أعداء الفضيلة تُحرقُ
وتسام خسفًا شرقها أو غربها=و تُساق ذلاّ ً نحو موتٍ يحدقُ
اشفعْ بفتح عاجل ومكلّل=بظهور بلسمنا الذي نتشوّق
إذ ينشر العدل العميم على الورى=ويدكّ صرح الظالمين ويمحقُ
يا سيّدي واشفع لخادمك الذي=تجتاحه فتن تضل وتسحقُ
أن يترك الدنيا بصدق ولاية=وعقيدة بها من جحيم يعتق
وصلاة ربّي والسلام عليكمو=ما ظلّ قلب تحت ضلع يخفقُ