خطب أذاب حشاشة الدهر - في مصيبة الزهراء (ع) عادل الكاظمي
خطبٌ أذاب حُشاشةَ الدهر = وشَكاتُهُ فلّت عُرى الصبرِ
يوماً وراءِ البابِ فاطمةٌ = والدمعُ من عين الهدى يجري
والنارُ خلفَ الباب ساجرةً = والحقدُ للنيران يستضري
ماذا جرى؟ فالدارُ محدَقَةٌ = بعصائبٍ عادت الى الكفر
صَخْبٌ هناك وصائحٌ يدعو = بالحرْقِ في جوِّ من الذّعْر
قالوا له في الدار فاطمةٌ = نادى : وإنْ , والشرُّ يستشري
صاحت أما للمصطفى ذِمَمٌ؟ = تُرعى وتَحفظ عندكم قدري
أنا بضعةُ الهادي وشُجْنَتُهُ = وبقيَّةٌ للطهر والخير
صاح العتلُّ ورَجْعُ صيحتهِ = ما زال يَروي قصة الغدر
واذا به والبابُ من لهبٍ = في كلّ قلبٍ جمرُها يسري
ووراءِها عُصِرت مكابِدَةً = من وطأةِ المسمارِ في الصدر
والسُّقطُ محسنُ من جنايتهم = أودى فأدمى مقلةَ الدهر
وعليُّ لولا حكمةٌ قُضيت = ووصيةٌ من أحمد الطهر
وحياطةُ الاسلام من خطر = يرمي به في المسلك الوَعْر
لأباد من لعرينِهِ قصدوا = مَنْ لم يساووا نسبةَ الصّفر
وهو الذي أنبا بصارمِهِ = بيضَ السيوفِ وصَعْدةَ السمر
من كلِّ فرّاس لصولتِهِ = لا فرقَ بين النهي والأمر
من ذا يظنُّ بحيدرٍ بطلاً؟ً = ولواؤهُ المعقودُ بالنصر؟
الدينُ قام بفضل وثْبَتِهِ = وَثَباتِهِ في ساعةِ العسر
قاد الحروبَ وخيرُ شاهدةٍ = ما جاء عن أحْدٍ وعن بدر
فإذا به كالصّخْرِ في جَلَدٍ = وإذا به كالصمِّ في وَقْر
فقضت حليلتُهُ وشيعتُها = تجري مدامعُها الى الحشر
ودليلُ ظلمِ القومِ فاطمةً = تِسْآلنا عن موضعِ القبر