ألا يا وقفةً بغدير خُمِّ = رمتْ قلبَ العِدى بأمضّ سهم
غداة المصطفى أضحى منادٍ = ليُنجي الناسَ من غيٍّ وظلم
فمن مولاه كنتُ فإنّ مولى = جميعِ الخلق من بعدي ابن عمي
عليُّ المرتضى خيرُ البرايا = فحربي حربُهُ والسِّلمُ سلمي
فتىً جمع العلوم بألفِ بابٍ = فمعدنُ حكمتي ورتاجُ علمي
كهارونٍ لموسى كان منّي = وبعدي فيكم الهادي لحكمي
فبايعه الورى طراً بخمِّ = فأمضى عهده بغدير خمِّ
عليه عقدت آمالي وحسبي = به غوثاً فداه أبي وأمي
فيا طوبى لمن والى علياً = ولم يشرك ولايته بظلم
ولم يركن لمن عادى بنيه = مآل الخلق في علم وحلم
فتى جمع المناقب في مقال = له يعلو على شعري ونظمي
(لقد علم الأنامُ بأنّ سهمى = من الاسلام يفضل كلّ سهم)
(محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي)
(وجعفرٌ الذي يمسي ويضحي = يطير مع الملائكة ابن أمي)
(وبنت محمد سكني وعرسي = مسوط لحمها بدمي ولحمي)
(وسبطا أحمد ولداي منها = فمن منكم له سهم كسهمي؟)
(سبقتكم إلى الإسلام طرّاً = غلاماً ما بلغتُ أوان حلمي)
(فأوصاني النبي لدى اختيار = رضىً منه لأمته بحكمي)
(وإنّي قائد للناس طراً = الى الاسلام من عرب وعجم)
(وقاتل كلّ صنديدٍ رئيسٍ = وجبارٍ من الكفار ضَخْمِ)
(وفي القرآن أُلزمهم ولائي = وأُوجب طاعتي فرضاً بعزم)
(كما هارون من موسى أخوهُ = كذاك أنا أخوهُ وذاك اسمي)
(لذاك أقامني لهم إماماً = وأخبرهم به بغدير خمِّ)
(فمن منكم يعادلني بسهمي = وإسلامي وسابقتي ورحمي؟)
(فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ = لمن يلقى الاله وهو خصمي)
(و ويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ = لجاحد طاعتي ومريدِ هضمي)
الابيات التي بين قوسين هي أبيات شهيرة لأمير المؤمنين عليه السلام قد جمعها من روايتين.
قال العلامة البيهقي صاحب السنن حول هذه الابيات:
(ان هذا الشعر مما يجب على كل متوال لعلي حفظه , ليعلم مفاخره في الاسلام )