شعراء أهل البيت عليهم السلام - فوق الصفات - في مدح النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
478
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/08/2024
وقـــت الإضــافــة
5:14 مساءً

إذا ذُكِرَ النّبيُّ يغوصُ فهمي = إلى الأغوارِ في بحرٍ خضمِّ فلا مدحٌ يليقُ ولا ثناءٌ = ومن أوصافِهِ يرتجُّ جِسمي فكيف لقاصرٍ إطراءُ وافٍ = وأنّى للوفاءِ زهيدُ نظمي فيا مولايَ هلَّا ما أذِنتُم = بشطرِ مشاعرٍ مُشجتْ بدمِّي لقد قطنَ الهوى ضخّاتِ قلبي = وصلّى باعثًا أوتارَ نغمِ وقد أخذَ الهُيَامُ زُمَامَ عقلي = وقد أنسى هَواكَ حنانَ أمي فيا ذا القبَّةِ الخضراءَ خُذني = وصِغْني بين تشييدٍ وهدمِ وحطِّمْ فيَّ أرجاسَ البلايا = وأبدلْ بالجميلِ عظيمَ لؤمي وهل للباصرينَ سواكَ نورٌ = فما تزهو السماءُ بغيرِ نجمِ أيا شمسُ اغربي منهُ حياءً = فكيفَ لكِ الشّروقُ بضوءِ وهمِ أيا نورَ الإلهِ وقد تجلّى = وأخفى بالجمالِ ظلامَ ظُلمِ فهبنا من سناكَ بريقَ عطفٍ = لتحيا الخلقُ في حبٍّ وحِلمِ فقد سادَ الفَسَادُ وشرُّ خلقٍ = وغابَ الخيرُ في تدبيرِ جُرمِ فلا أمنٌ يحلُّ بلا هداكُم = وأنتم يُمْنُ من يَصْبُو لسِلمِ كفانا طلةٌ من سهلِ وجهٍ = محيَّاكم زلالٌ غيرُ جَهْمِ تجشَّمتَ الأذى فَحنوتَ لِينًا = وقابلتَ الضّنى بسنيِّ عَزْمِ ومنْ حاذاكَ لا يرجو فِراقًا = وكم شافتْ يداكَ عسيرَ سُقْمِ صفحتَ عن الأثيمِ بِدونِ منٍّ = وأطلقتَ الأسيرَ وراءَ حَزْمِ عجبْتُ من اللِّئامِ بغيرِ تقوًى = يقولونَ القبيْحَ وأيَّ سُمِّ أ يرعدُ راجفًا من وحيِ ربٍّ = ويهرعُ دثرونِ بخوفِ سُقمِ أ يجهلُ أمرَ بعثتِهِ نبيًّا = ويُبغتُ فجأةً من دونِ عِلْمِ وكانَ هُوَ النبيَّ وخيرَ خلقٍ = وآدمُ لم يكنْ روحًا بجِسْمِ وحتَّى أنَّ والدَهُ الَّذِي قَدْ = حباهُ اللهُ رزقًا خيرَ اسْمِ يكفَّرُ يا بلاءً ليسَ يفنى = أما يُخزونَ من تحصيلِ إثْمِ وربُّ الخلقِ قلَّبَهُ بِصُلْبٍ = طهورٍ ساجدٍ دومًا مُسَمِّ تراهم تارةً بالهجْرِ وصفًا = وأخرى أنَّهُ سِحْرٌ بِزَعْمِ وأخرى أنَّهُ يسهو وينسى = ويأمرُ بالحجابِ بِزُورِ قَوْمِ وهذا ليسَ من عجبٍ لناسٍ = كوتْهُم بيعةٌ في يَومِ خُمِّ فيا ختْمَ السّماءِ بكمْ بدأنا = وفيكم ننتهي قولًا بجَزمِ متى يظهرُ من قد غابَ منكم = متى يأتي مجلي كلِّ هَمِّ لقد ذابتْ شموعٌ من دموعٍ = حنينًا من غزيرِ الشَّوقِ تهمي قلوبُ الوالهينَ تتوقُ يومًا = يفرِّجُ ضيقَها من ضَيْمِ لُؤْمِ وَلَو عَلِمَتْ لنعلِكُمُ ترابًا = لأمْسَتْ بينَ تقبيلٍ ولَثمِ فعجِّلْ يا رَعاكَ اللهُ عجِّلْ = لنتبعَ دربكَم في فَأْلِ عَزْمِ
Testing