مَا وَرَّثَهُ الضوءُ مِن وَصَايَا
سنة 2017
أَرِقْ رُؤاكَ فَدلو الغيبِ مهترئُ= والجاثمان عليهِ: الجرحُ والصدأُ
قلِّبْ دماءَكَ وابدأْ أينَما نزفَتْ= فالحبُّ يبدأُ حيثُ النزفُ يبتدِئُ
لا وقتَ للحزنِ قالوا، قالَ لي قلقي:= مازالَ يكبرُ في أعماقِكَ الظّمأُ
ما عادَ في طينِكَ المسنونِ مُتّسعٌ= حتّى يكرّرَ ما لم ينجِبِ الحَمَأُ
فَعُدْ لجرحِكَ، ما أحلاكَ مختبئًا= بينَ الجراحِ وما أبهاكَ إنْ نكأوا
وَكُنْ بعاشورَ ليلًا لا تَكُنْ قمرًا= لا يُفْهَمُ الضوءُ إلا حينَ ينطفئُ!
بعضُ التفاصيلِ لا تزهو بهيبتِها= إلا إذا عاثَ في أرجائِها الخطأُ
وأنتَ وحدَك حشِّدْ ما استطعتَ هنا= مِنْ أصغَرَيْكَ إذا قد خانَكَ الملأُ
أنتَ انعجَنْتَ مَعَ التأريخِ كيفَ بِمَنْ= على الحكاياتِ في أحداثِها طرأوا؟
أنتَ انفتحْتَ على عاشورَ فانفَتَحَتْ= في مقلتَيْكَ عيونٌ ما بها حلأُ
فما لحرفِكَ؟ قُلْ واستَفْتِ عَنْ أملٍ= لم يحتملْهُ على إيقاعِهِ النَّبَأُ
فكم كتبتَ لهُمْ: إنّي أحبُّ ....، وَلَمْ= تكمِلْ ولكنْ (أبا الأحرارِ) قد قرأوا
فعُدْ لذاتِكَ وافهَمْهَا تَلُحْ وطنًا= للعابرينَ إليهِ الحلمُ يلتجئُ
لا تشرَحْ الحزنَ دعْ عينًا لترسمَهُ= ما أبهتَ الحزنَ يُستقصَى ويُجْتَزَأُ
أدري بأنّكَ تمشي دونما قدمٍ= على خيالٍ لعاشوراءَ تتّكئُ
أدري بأنَّ يدًا تكفي لتمسكَها= والآخرونَ بجَرِّ الوَهْمِ ما فتِئوا
ما زلتَ تخشى إذا مرَّ الحسينُ يَجُوْ= رُ الوقتُ في ضفّةِ المعنى ويجترِئُ
وتلمحُ الحرفَ يعدو فوقَ صفحتِهِ= كأنّها الخيلُ إذْ تعدو وإذْ تطأُ
وتنظرَ السبطَ في أبهى حقيقتِهِ= أزاحَ عَنْ كاهلِ الأحزانِ مَنْ صَبِئوا
لاذَتْ فراشاتُهُ الحمراءُ فارتجفَتْ= على اللهيبِ طويلًا وهْيَ تختبِئُ
يمشي، يخرُّ، يرى، يُغشى عليهِ، فكم= تثلَّثَ الجرحُ لم يحفلْ بهِ الحَدأُ
وَكَمْ أراحَ على الخطيِّ هيبتَهُ= وألفُ ألفِ نبيٍّ فيهِ ينكفئُ
فما لمتَّهمٍ بالحبِّ؟ حينَ أتى= أرضَ العراقِ ومِنْ آياتِهِ برِئوا
وما لِمُدَّرِعٍ بالدينِ؟ يطلبُهُم= مُذْ حولَ دنياهمُ الملوّيةِ ادَّرَأوا
ما أبصروهُ ولم تُشرَحْ بصيرتُهُم= فما لهَم أبصروا مِنْ حيثُ ما فُقِئوا؟
ذنبُ الحسينِ نما في الدينِ برعمُهُ= وذنبهُم أنَّهم عَنْ دينِهِ نَتَأوا
فظلَّ ينجبُ أحلامًا وينذرُها= مَا ضرَّ لَو شكّكُوا في النسلِ أو شنأوا
للهِ مِنْ بئرِ أحلامٍ مدلّلةٍ= تفيضُ، يغرفُها الآتونَ، تمتَلِئُ
للهِ مِنْ وحيهِ المكلومِ كيفَ سعى= فوقَ الرمالِ وَمِنْ آياتِهِ فُجِئوا
فأرجَعُوا (كرّتينِ) ارتدَّ أبصرُهُم= وفِي أشدِّ خساراتِ الهوى خَسِئوا
لأنَّهُ الشمسُ حارُوا في مطالعِهِ= لأنَّهُ البحرُ في شطآنِهِ هَدَأوا
يُوحَى إليهِ وما جفَّتْ منابعُهُ= يا لَلْفَرادةِ إذْ جاؤوا وإذْ لمَأوا
فَصُغْ رؤاكَ كما يهوى الحسينُ فَجُرْ= حُ الأرضِ منفتحٌ والبئرُ مهترِئُ