رَقَيْتَ بُراقَ الحُبَّ
سنة 2017
رقيتَ بُراقَ الحُبِّ مِنْ بحرِ عنوانِكْ=بأعماقِهِ تتلو مواويلَ أشجانِكْ
تمدُّ يدًا للوالهينَ فيرتوي=جميعَ الأوُلىٰ كانوا على جمرِ شُطآنِكْ
وعدتَهُمُ الحُسنىٰ فذابُوكَ مُلهِمًا=سماواتُهُمْ تسمو بآفاقِ ألحانِكْ
فيا راسمًا للباذلينَ طريقَهُمْ=بآياتِكَ العُظمىٰ على قلبِ قُرآنِكْ
ويا حاملًا للصُبحِ أروعَ دمعةٍ=نثرتَ رياحيِنًا تفيضُ بألوانِكْ
ويا ثورةَ النُورِ التي في انبثاقِها=خلودٌ تجلّىٰ في فضاءاتِ إيمانِكْ
ويا جوهرَ العُشقِ الذي في انتمائِهِ=شموخٌ تدلّىٰ مِنْ مضامينِ بُرهانِكْ
ويا ومضةَ الدمِّ التي في اشتعالِها=جنونُ الأقاحي في بساتينِ عُرفانِكْ
ويا سورةَ المجدِ التي في ارتقائِها=رَقتْ كَلُّ نفسٍ في محاريبِ وجدانِكْ
عَلَوْتَ بِرَغْمِ الدهرِ صرخةَ والهٍ=تُفجّرُ في قعرِ الطواغيتِ بُركانَكْ
تأملتُ في معناكَ حتّى مَلكتَني=تقاذَفْتَني موجًا مَعَ عصفِ طُوفانِكْ
رأيتُكَ في كُلِّ القواميسِ فكرةً=فَمِنْ حائِكَ الكُبرى أرى شمسَ إحسانِكْ
ومِنْ سِينكَ الولهىٰ سنا وجهِكَ الذي=أضاءَ لنا الدُنيا بإشراقِ ظمآنِكْ
كأنَّكَ والأمطارُ توأمَ عزةٍ =لمعزوفةٍ تُتلَى على وقعِ أحزانِكْ
ترابُكَ والعلياءُ أجملُ سجدةٍ=بها الروحُ تسمو حيثُ تسمو لميدانِكْ
شهيدٌ وشَهدٌ مِنْ زُلالِكَ ثورةٌ=يطوفُ بها الحبُّ الذي بينَ غُدرانِكْ
لقد كُنتَ للإنسانِ حصرًا ونهضةً=ومحضُ انتماءٍ في سماواتِ أوطانِكْ
أحسُّكَ في كُلِّ الشعورِ فلا أرى=سِواكَ تجلّى بابتهالاتِ أزمانِكْ
غريبٌ على مَنْ قد تعدَّاكَ مُصلحًا =وزجَّ بفعلٍ ليسَ مِنْ صُلبِ قُرآنِكْ
قريبٌ إلى مَنْ قد تولّاكَ رائدًا =يجوبُ الليالي في تسابيحِ أكوانِكْ