عزفٌ على حزنٍ زينبيّ
سنة 2017
أَقَامَتْ ليلَها والحزنُ طَفُّ=وماءُ الصَّبْرِ فيها لا يَجِفُّ
تُوَدِّعُ قلبَها والرُّوحَ كيما=تعودَ إليهما لو غابَ طَرْفُ
وتَنْسجُ مِنْ عباءتِها خِيامًا=لأيتامٍ تَظَلُّ بها وتَهْفُو
وتنظرُ والحسينُ تراهُ يمضي=كحيدرةٍ فلا يَعْرُوْهُ خَوْفُ
تراقبُهُ وعيناها تُعَزِّي=فُرَاتًا لم يُكرَّمْ فيهِ ضَيْفُ
وَتَحْضنُهُ بقلبٍ مُطْمَئِنٍّ=لقربانٍ إلى الأعلى يُزَفُّ
تُوَصّي الرّيحَ أَنْ تهدي سلامًا=لكفٍّ لَمْ تَزَلْ بالنَّهْرِ تَطْفُو
وأُخْرَى فوقَ تلكَ الأرضِ تَبْقَى=تفيضُ بطهْرِها ليَحينَ حَتْفُ
وتُخْبِرُهُ بزينبَ كيفَ ظلّتْ=وغابَ بظلِّها المذكورِ إِلْفُ
وقامَتْ عندما رَحَلُوا جميعًا=تناجي ربَّها والنارُ عَصْفُ
تذكّرُها بفاطمةٍ تنادي=وراءَ البابِ يا أنجاسُ كُفُّوا
وتأتيها السّهامُ مُعَبَّآتٍ=بذكرِ المجتبَى والنَّعشُ نَزْفُ
فتحملُ نَهْجَهُمْ دِرعًا لتحمي=خِمَارًا لا يَصحُّ عليهِ كَشْفُ
وتمسحُ عنْ جفونِ اليُتْمِ دَمْعًا=تشظَّى فيهِ إرهابٌ وَحَيْفُ
تُساقُ سَبِيَّةً، لكنْ بِعِزٍّ،=فَتَحْتَ خِمَارِها الأملاكُ صَفُّ
تُعَلِّمُهُمْ شُمُوخًا حَيْدَرِيًّا=فيسكنُ في قلوبِ البَغْيِ وَجْفُ
بلاغتُهُ تُوَضِّئُ مُقلتَيْها=فيَعْبقُ إنْ حَكَتْ نَحْوٌ وَصَرفُ
وتنطقُ عنْ لسانِ الوَحْيِ ذِكْرًا=فَيُبْهَتُ شَامِتٌ أَعْمَاهُ زَيْفُ
وترعبُهُ بقولِ اللهِ عَنْهُمْ=فَتَرْتَجِفُ المجالسُ والأَكُفُّ
وَتُشْرِقُ رايةُ العبّاسِ فيها=فتُعْلِيها، وإنْ يشتدَّ عسفُ
وترجعُ كي تُحَدِّثَ عَنْ شهيدٍ=مضى حُرًّا بعينِ اللهِ يَغْفُو
وَعَنْ قمَرٍ أَصَابَتْهُ المنايا=بجلبِ الماءِ، والأرواحُ جُرْفُ
ويَحْكِي زينُ آلِ البيتِ عَنْها=وعَنْ أمٍّ بها الأشعارُ تَقْفُو
رسالةَ أَحْمَدٍ فيها أقامَتْ=فكانَ دليلَها، والوَحْيُ سيفُ
فلمْ تَأْبَهْ لِظُلْمٍ أو جُحُودٍ=وظَلَّتْ والإباءُ بها يَحُفُّ
تَحَارُ بها عقولٌ جامحاتٌ=ويَقْصُرُ عنْ بلوغِ الحَدِّ حَرْفُ
ويُرْخِي الحُبْرُ بالأوراقِ نورًا=غَدَا عَنْ سِرِّ زينبَ يَسْتَشِفُّ
بشوقٍ أكتبُ الكلماتِ فيها=ويُعْجِزُني عَنِ الإنصافِ وَصْفُ
فما يُجْدِي مَعَ الحَوراءِ دَرْبٌ=سوى حُبِّ الوَصِيِّ وذاكَ عُرْفُ