دمعةٌ في (مقامِ) الحسينِ
سنة 2017
كَتَبُوا ولم تُسعِفْ فؤادي المحبرَة
سبحانَ مَنْ أوْمَا إليَّ لأبصِرَه
" اللهُ أكبرُ"
تلكَ أوّلُ صيحةٍ
في جرحِهِ عاينتُها ... ما أكْبَرَه!
قالُوا: الحسينُ
وَلَسْتُ أوّلَ مَنْ رَآهُ
يخطُّ مِنْ مَجْدِ الدّماءِ المفخَرَة
قالُوا: الخلودُ
وخِلتُهُمْ لَمْ يَقْرَأُوهُ
بِغَيْرِ نزفٍ قَدْ مَلأنَا أسطُرَه
.. أحتاجُ دَمْعَ العَارِفِينَ بِحَقِّهِ
فدُمُوعُهُمْ لا شكَّ تُكتَبُ مأثرَة
مِنْ أينَ أبدأُ يا حسينُ
أَمِنٍ دَمِي؟
وبكلِّ مَا أُوتِيتُ صِرْتُ مُبَعثَرَة
ما كُنْتُ كعبًا
حينَما (بَانَتْ سُعَادُ)
أيَا رسولاً قد دُعِيتُ لأنْصُرَه
فاشهدْ بأنِّي قدْ أتيتُكَ
مِنْ جراحِكَ
مِنْ تُرابِكَ
في دمائِكَ مُبحِرَة
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ببابِ عَفْوِكَ
أستجيرُكَ سيّدي
والعَفْوُ عندَ المقدِرَة
يا صاحبَ العطشِ القديمِ
أتيتُ بالماءِ المَعِينِ
بدمعةٍ متكوثِرَة
خُذْنِي إليكَ
فراشةً عندَ المقامِ
تدورُ حولَكَ كي تراكَ وتعبُرَه
وتُطِلُّ في شَغَفِ اللقاءِ
على الطُّفوفِ بِكَرْبَلا
كالنّخلةِ المستبشِرَة
أنا كَمْ صَبَرْتُ على اشتياقي
كُلّما عَاشُورُ أقْبَلَ
واتَخّذْتُكَ مِنْبَرَه
خُذْنِي إليكَ..
هديّةً للزّائِرِينَ
لكي تقرَّ عُيُونُهُمْ بِمُصَبَّرَة
هذا حِجَابي في هَوَاكَ مُشَرَّعٌ
يا سيّدي آلَيْتُ ألاّ أَسْتُرَه
قَلّتْ سِماتُ الجرحِ في أسمائِنَا
إلا قليلُكَ في الهوى ما أكثرَه!!!