شكوى إلى ثوّارِ كربلاءَ
سنة 2017
يا ثائرًا وهبَ الزمانَ كمالا=اليومَ جئتُ محمَّلاً أثقالا
ووقفْتُ في جنبِ الضريحِ مخاطبًا=أرثيكَ جهرًا أم أرومَ سؤالا؟
كَبُرَتْ جِراحٌ والهمومُ ثقيلةٌ=يا كربلاءُ أُناشِدُ الأبطالا
أُمضي لِجَمعِ الثائرينَ رسائلي=أبكي العراقَ وأشتكي الأحوالا
صمتٌ وذُلٌّ واستهانةُ غادرٍ=ومظالمٌ أصواتُها تتعالى
وَلْيَشْهَدِ التأريخُ أنْ لا ناصرًا=غَرُبَ الجميعُ وكيدُهُمْ يتوالى
أعرافُ نارٍ وابنُ جوشَنَ وَسْطَهُمْ=بِاسْمِ الحسينِ تذرَّعوا الأقوالا
يستذكرونَ لِيومكم يا سيّدي=عبرَ القرونِ نوائحًا وجِدالا
جَعلوكَ عَبرةَ دامعٍ يا سيّدي=لا عِبرةً قد توقظُ الأجيالا
فيكَ الفضائلُ سُطِّرَتْ أسماؤها=أتْمَمَتَ مِنْ طيبِ الخِصَالِ خِصَالا
أنتَ العطاءُ وأنتَ صُلبُ محمّدٍ=وبكَ الهلالُ قَدِ استهلَّ جَمالا
عَلَوِيّةٌ فيكَ الشجاعةُ والنُّهَى=تلكَ الطفوفُ أَحَلْتَها أوصالا
وأذقْتَ خصمَكَ في نزالِكَ علقمًا=وأقمْتَ في سُوحِ الوَغَى تمثالا
ووهبْتَ إيثارَ الحياةِ لِصُحْبةٍ=هيّا خُذُوا ليلَ الطّفوفِ جِمالا
تنسى المنابرُ أنْ تشيدَ بِرفضِكُمْ=واستوحَتِ الأغرابُ منكَ جلالا
كم قائدٍ في الغربِ خاطَبَ قومَهُ=كونوا كَمَا كانَ الحسينُ مثالا
وتيمّنَ الهنديُّ فيكَ مناشدًا=جَمْعَ الهنودِ وكُنْتَ فيهِ مقالا
في كلِّ يومٍ كربلاءُ شعارُها=هيهاتَ منّا ذلّةً وَمُحَالا
لا نستكينُ إلى المهانةِ ساعةً=أو نلبسُ العارَ الذَّمِيمَ عِقالا
لا خيرَ في زهوِ المناصبِ رِفعةً=إنْ لم تكنْ تبني لنا الآمالا