ذَلِكَ الحُسَينُ
سنة 2017
مُرتِّلًا في القَنَا مِمَّا تَيَسَّرَهُ = وَحولَهُ ألفُ عَينٍ أنْ تُفسِّرَهُ
تفوحُ مِنْ جُرحِهِ الآياتُ، مُنهَمِرًا = تِلاوَةً، رَسَمَتْ (والفَجرِ) مَنحَرَهُ
قد كانَ يمشي وَصوتُ الوحيِ يقرؤُهُ = والموتُ يكتُبُ في عَينَيْهِ أسطُرَهُ
مُسافِرًا (خاِئفًا)، يُخفي تَرقُّبَهُ، = وَلمْ يَخَفْ مَصْرَعًا في الطَفِّ قَرَّرَهُ
في كَفِّهِ بَعضُ شَمْعَاتٍ يُظَلِّلُها، = وصوتُها كادَ / عَطْفًا / أنْ يُبَعْثِرَهُ
( وأُخْرِجوا ) دونَ حَقٍّ مِنْ دِيارِهِمُ = وعانَقُوا بالرِضا مَا اللهُ قَدَّرَهُ
فَمَرَّ مَا مَرَّ مِنْ مَوتٍ وَمِنْ وَجَعٍ = وَحلَّ مَا حَلَّ مِمَّا كَانَ أخْبَرَهُ
سمِعتُ إذْ / عادَ صوتُ البابِ، أشهقُني = رأيتُ خلفَ المدى الدّامي تَكَسُّرَهُ
ذا جِسمُهُ في صلاةِ النحرِ خاشِعةٌ = أنفاسُهُ تشربُ السَجْدَاتُ ( كوثَرَهُ )
قلبي رآهُ كَنَجمٍ مَزَّقوهُ عَلا = ( فَقالَ إنِّي سَقيمٌ )، كيفَ أبصَرَهُ ؟!
وَدَاخلي آدمٌ يبكي إذا ذَكَرَ " ال = حُسَينَ "، ماقالَها إلَّا وَحَيَّرَهُ
مُمَزَّقٌ، ( عَمَّ ) تشكو فَقْدَ كوثَرِها = كَكَفِّهِ إذ أضاعَ الليلُ خِنْصِرَهُ
نَسَوهُ يُنفِقُ / قَد شاءَ الأقلَّ لَهُ / = ويكظِمُ الغيظَ يعْفُو / جَادَ أكثَرَهُ /
نَسَوْهُ هذا الحسينُ، الفَجرُ آيَتُهُ = لو مَرَّ فوقَ الدُّجى بالصُّبْحِ أَسْفَرَهُ
كَافٌ وَهاءٌ بِرَسمِ الياءِ وانفَجَرَتْ = بالعَينِ صَادٌ وَأَوحى الدَمُّ أَسْفُرَهُ
يَزيدُ أَهلكهُمْ في كَربلا عَطَشًا = علا ( عُلُوًّا كبيرًا ) جاءَ أفجَرَهُ
إذِ الحسينُ بِصَبرٍ شَدَّ أَجْسُرَهُ، = رَوَى العِراقَ إباءً، مَدَّ أَنهُرَه
واختارَ: للجسمِ أرضَ الطفِ جَامِعةً، = والدمَّ صَوتًا، وَسِنَّ الرُمحِ مِنبَرَهُ
دموعَ زينبَ والقُرآنَ خارطةً = وكُلَّ قَلْبٍ أبَى ذُلًّا مُعَسْكَرَهُ
و عادَ ( مَوؤدَةً ) عَنْ ذَنبِها سُئِلَتْ = فحَرَّرَت في رؤى الإنسانِ جوهَرَهُ
وفاضَ ماءً على الأرواحِ طهَّرَها = فاللهُ أذهبَ عنهُ الرِجسَ طَهَّرهُ
( إنَّ الحُسينَ ) لفَجْرٌ ( يُستضاءُ بِهِ ) = واللهُ دِيْنًا بِدَربِ الحُبِّ أظهَرَهُ
هُوَ السفينةُ مُحتاجٌ إليهِ فَلِي = قلبٌ غريقُ الأماني ضَلَّ بَندَرَهُ
مازِلتُ أحلُمُ في عينيهِ أرسمُ لي = عُمْرًا جَميلًا أراني فيهِ قَمْبَرَهُ