مَمْلَكَةٌ في كربلاءَ
سنة 2017
يُحَدِّثُني عَنْ عرشِ بِلْقيسَ هُدْهُدي=وَهَلْ سَبَأٌ هذي؟! أَبِلقيسُ تِلْكُمُ؟!
أَلَمْ يَأْتِني قَبْلًا وَصِيِّي بِعَرْشِها=فَما لي أَرَى عَرْشًا يُرَصِّعُهُ الدَّمُ ؟!!
تَعالَ هُنَا هذا سُلَيْمانُ قد أَتَى=تَحَدَّثْ ولا تَنْطِقْ بِمَا هُوَ مُبْهَمُ
فَإِنّا نرى مُلْكًا لهُ الشَّمْسُ تَنْحَني=وَسُلْطَتُهُ بَيْنَ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ
وَهُمْ يَعْبُدونَ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ=وَتَمْلِكُهُمْ حَوْراءُ بالصَّبْرِ تَحْكُمُ
سَبِيَّةٌ انْقادَتْ سِياطٌ لِمَتْنِها=فَراحَتْ بِهذا الصَّبْرِ تَبْني وَتَهْدِمُ
أَبابِيلُها تَرْميهِمُ بِشَجاعَةٍ=حُسَيْنِيَّةٍ بِاسْمِ النُّحورِ تَكَلَّمُ
يُراقِبُها رَأْسُ الحُسَيْنِ بِطَرْفِهِ=يَراها تَحُفُّ الرَّكْبَ بالعِزِّ والسُّمُو
تَكَفَّلُ أَيْتامًا تُكَفْكِفُ دَمْعَهُمْ=تَصُدُّ بِكَفَّيْها أَذَى السَّوْطِ عَنْهُمُ
وَما الغَرْوُ إِنْ قُلْنا رَزِيَّةُ سَبْيِها=تَئِنُّ لَها السَّبْعُ الشِّدادُ وَتَلْطمُ
ولكنَّ ما فاقَ العَجائِبَ صَبْرُها=سَلامٌ عَلَيْهِ فَهْوَ مُوحٍ وَمُلْهِمُ
وَمَنْ ذا الذي يَنْسى جُنودَ لِسانِها=أَمامَ عَدُوِّ اللهِ حِينَ تَقَدَّمُوا؟
أَلَا أَيُّها الطاغوتُ كِدْ وَاسْعَ جاهِدًا=وَلا تَدَّخِرْ مَكْرًا بِكَيْدِكَ يُسْهِمُ
فَوَاللهِ لا تَقْوى على مَحْوِ ذِكْرِنا=وَقادِمُ أيّامِ الزَّمانِ سَيَحْكُمُ
وَلَنْ تَحْكُمَ الأَيّامُ إِلَّا لِزَيْنَبٍ=وَهذا قَضاءٌ في الضَّمائِرِ مُبْرَمُ
وَما أَنْتَ يا طَيْري وَرَوْضَةَ كَرْبَلَا= وَيَقْوى لِوَصْفِ السَّبْيِ يا هُدْهُدي فَمُ ؟!
لَقَدْ صَدَرَ المَرْسُومُ وَقَّعَهُ دَمي=وَمَمْلَكَتي في كُلِّها سَيُعَمَّمُ
سَأَمْضِي بِمُلْكي ساعِيًا نَحْوَ كَرْبَلا=أَسيرُ بِعَرْشٍ تَحْتَهُ الجِنُّ تَخْدُمُ
أَقولُ لهُ يا عَرْشِيَ اسْجُدْ لِزَيْنَبٍ=وَصَلِّ على الخِدْرِ الذي لَيْسَ يُهْزَمُ