مشهديّةُ الحياةِ والموتِ
سنة 2017
لماءٍ يلمُّ الشمسَ إنْ شاءَهُ اللهُ=يفسِّرُ وجهَ الكونِ معناكَ معناهُ
لوجهٍ يحيلُ السُّؤْلَ نصفَ إجابةٍ =ونصفٌ يعيرُ الصبرَ مَنْ كانَ سوّاهُ
يخافُ غبارًا يحجبُ العينَ خلسةً =يعدُّ رسومَ الموتِ والرسمُ أشباهُ
يقايضُ أكفانًا بموتٍ منمَّقٍ=يليقُ بمن يهوى، تراهُ سيلقاهً؟
تراهُ يَرَاني أغزلُ الغيبَ فكرةً =أشمُّ ترابًا، تتبعُ الشمَّ رجلاهُ
أناجي قميصًا أخضرَ العمرِ، كانَ لي =تلاوةَ صبحٍ ألبسَ الفجرَ ليلاهُ
وأخبرُهُ تدري عهدتُك مُفْعَمًا =بجسمٍ تناسى الآنَ معنًى تعرَّاهُ
تعرَّت سيوفٌ،ليت أنَّ جمالَهُ =يعرِّجُ نَحْوِي، يمهلُ الموتَ، ينساهُ
وينسى احتضارُ الوقتِ ريعَ سنابلي =يعودُ صغيرًا يُعْلِمُ اللحظَ مجراهُ
ينبِّئُه يأتيكَ يومٌ تعيدُنِي =شظايًا بلا صوتٍ، تُنادِيكَ أفواهُ
كأنّي بِهِ قربانُ طينٍ مبعثَرٍ=إلى حينِ خلقٍ، أنكرَ الماءُ ذكراهُ
كأنّي إذا ما السيفُ قبَّلَ جسمَهُ=تأنّى ليلقى الغمدَ في الصدرِ مثواهُ
وصوتٌ يمنّي نسمةً عبرَتْ بِهِ =ليعزِفَها نزفًا: أعيذُكِ أمّاهُ!
مِنَ العَطَشِ المنسيِّ يحتلُّ لهفتي=ليستذكرَ الأنفاسَ والذكرُ أوَّاهُ
أكلِّمُ عنكِ الرمحَ والبوحُ أضلعي=تحدّثتُ باسْمَيْنَا فَمَنْ كانَ سَمَّاهُ؟
أكلِّمُ عنكِ السّبطَ والقلبُ لا يرى=سواكِ وآلامًا فَمَنْ جاءَ غشّاهُ؟
أسائلُ عنكِ النهرَ والخطبُ ماؤهُ =على شفةٍ حرّى وإنْ خانَ مرساهُ
يؤوِّلُني نحرِي ووجْهِي وقامَتِي =وجُرحِي وخزيُ الدّهرِ مُذْ سُلَّ كفاهُ
فلا جسمَ بعدَ اليومِ يجمعُني ولا =ظلالاً تلُّمُ الشّمسَ إنْ شاءَها اللهُ