في مدارِ الحسينِ
سنة 2017
جرحٌ يفزّ وأنتَ جرحُ قد آدَّهُ الشوقُ المُلِحُّ
حتّى كأنّ الكونَ مِنْ وجعٍ جراحاتٌ تسحُّ
حتّى كأنّ الكونَ ليلٌ فاتَهُ واللهِ صبحُ
يا سيّدَ العطشِ المؤبّدِ هل لفيضِ اللهِ كبحُ؟
ما زلتَ واسمُكَ كوثرٌ عذبٌ وكلُّ الكونِ ملحُ
أوَ بعدَ أنْ قطعُوا زمامَ الصبرِ مِنْ حقدٍ وبحّوا
وتصارَخُوا بِصَدَى أبالسةٍ شياطينٍ وشَحُّوا
فاضَتْ دموعُكَ طيبةً للناسِ طوفانًا يُلِحُّ
ومَدَدْتَ جسرًا مِنْ دموعِكَ حينَ أعْيَا القومَ نُصْحُ
وأمرْت أنْ يأتُوكَ كي تبقَى تسجِّلُهُمْ وتمحو
جرحٌ يفزُّ وأنتَ جرحُ يهدا على مضَضٍ ويصحو
ويظلُّ يحملُ كلَّ طُهْرِ الأرْضِ والآهاتُ بوْحُ
ها كلَّما مَرُّوا طواغيتًا بِحِقْدِهِمُ وَلَحُّوا
كُنْتَ انتصارَ الدّمعِ حيثُ الدّمعُ للضُّعَفاءِ رُمْحُ
كُنْتَ اشتعالَ الحرفِ في شفتَيْنِ إذْ يُدْمِيهِ بَوْحُ
كُنْتَ الوضوح المحضَ والقرآنُ في شَفَتَيْكَ شَرْحُ
كُنْتَ انهمارَ نُبُوءَةٍ أُولَى وللصحراءِ نَوْحُ
يا مانحَ الإنسانِ معنَى أنْ يكونَ وَفِيكَ يصحو
يا سيّدَ العطشِ المؤبّدِ ... آدَهُ الشّوقُ المُلِحُّ