قلبي تشبَّعَ بالحسينِ
سنة 2017
قلبي تشَبّعَ بالحسينِ، بحائِهِ=حقَّ اليقينِ، وسينهِ، وبيائِهِ
هو ليسَ إسمًا مفردًا لكنّهُ=سرُّ الوجودِ يذوبُ في أسمائِهِ
آياتُ قرآنٍ تنزّلَ أحرفًا=وضّاءةً وال(نونُ) وحيُ ضيائِهِ
(حَمِ) مِنْ (يَسِ) مصباحُ الهُدى=مِشْكَاتُهُ (الرَّحْمَنُ) في عليائِهِ
(حَمِ) مِنْ (يَسِ) سورةُ (هَلْ أَتَى)=وسفينةُ النّاجينَ رَسْمُ لِوَائِهِ
هو ليسَ عنوانًا لصرخةِ ثائرٍ=لكنّهُ القرآنُ في إمضائِهِ
مِنْ جدِّهِ وأبِيهِ منطلقُ الهُدَى=وختامُه المهديُّ مِنْ أبنائِهِ
مُذْ صاحَ يومَ الطفِّ هلْ مِنْ ناصرٍ=يهتزُّ حتّى الآنَ رَجْعُ ندائِهِ
تهمي العيونُ وتستخفُّ بدمعِها=لو حدّثَ القرّاءُ عَنْ أنبائِهِ
أمشي فيسلبُنِي الطريقُ سكينتي=وتضجُّ ذكرى الطفِّ في ظلمائِهِ
ويلوحُ لي طيفُ العقيلةِ لائمًا=شطَّ الفراتِ وكيفَ شحَّ بمائِهِ
نفسَ الطريقِ مَشَوْا فغيّرَ كُنْهَهُ=مِنْ بلقعٍ قفرٍ إلى غَنّائِهِ
عجبًا كأنَّ اللهَ يخبرُنا بأنَّ=دماءَهم قُرِنَتْ بفَيْضِ عطائِهِ
أنْ كلُّ موطئِ أخمصٍ بمنارةٍ=لذوي الحِجَى وهدايةٍ للتائِهِ
وبأنَّ مَنْ يقفو على آثارِهِمْ=رَبِحَ الجنانَ ونالَ حُسْنَ لقائِهِ
وبأنَّ أصلَ الفردِ رهنُ فعالِهِ ال=حُسْنى ونابُ الغدرِ مِنْ رقطائِهِ
وبأنّ لولا هذهِ الأجسادُ ما=عُبِدَ الإلهُ بأرضِهِ وسمائِهِ
لا ضيرَ إنْ فقدَ العليلُ دواءَهُ=فمسيرةُ الأحرارِ بَلْسَمُ دائِهِ
واسيْتُ فيهِ المصطفى ووصيَّهُ=أملاً بنيلِ الأجرِ مِنْ زهرائِهِ