مكاشفاتٌ كربلائيّةٌ
سنة 2017
عَنْ سِرِّ ضَوئكَ لَسْتُ أَمْلِكُ أَجْوِبَة= مَهْمَا يَشِيخُ الحَرْفُ نَزْفُكَ خصّبَهْ
عَنْ كُلِّ تِلكَ الشَّاخِصاتِ مَعَالِمًا= تَحْنُو إِليكَ مُشِيْرَةً مُتَعجِّبَة
تنزاحُ كالقَوْسِ المُحدَّبِ راكعًا= لا يرتجي يومًا يقوِّمُ مِنْكَبَه
وتُبعثرُ الأوهامَ عنْ طقسِ النّوى= لما أتَى فصلُ الغرامِ ليصلُبَه
وحيٌ بطعمِ الآهِ خِلْتُ مذاقَهُ= فيبثُّ نجوى العاشقينَ مُكَهْرِبَة
ويسيحُ بِي كالليلِ فيهِ تلامَعَتْ= أضواءُ نجمٍ راحَ يسحَرُ كَوْكَبَه
قيسٌ مِنَ الهَيَمَانِ راحَ يشُدُّني= عَنْ وَجْدِ ليلايَ الغرامَ مُحبّبَة
وإلى مسافاتِ الحنينِ تزاحَمَتْ= رجلايَ يدفعُها لعشقِكَ مُسْغَبَة
قِفْ هاهنا جاءَ الصّدى مِنْ صادحٍ= لا ليسَ وهمًا أستَقِيهِ فأشرَبَهْ
بل مِنْ شِغافِ الرُّوحِ مِنْ لُبِّ الحَشَى= كانَ النِّداءُ، فَحَقَّ لي أنْ أصحبَهْ
حيثُ انهمارُ الذكرياتِ عواطرًا= حيثُ انسكابُ الدمعِ نارًا مُلهِبَة
حيثُ انعكاساتُ النهارِ مُويجةً= تنسابُ عابرةَ الرّؤى لِتُقلِّبَه
عَنْ كربلاءِ الحُزنِ عَنْ أحداثِها= سالَ الزمانُ على مشاهدَ مُرْعِبَة
فَبِهَا استحالَ الكبرياءُ شوامخًا= صعبٌ على غيرِ الأُلى أنْ تركَبَهْ
وكأنّهُ الثوبُ اللصيقُ بهاشمٍ= ما كانَ أجمَلَهُ عليْهِمْ مَنْقَبَة
فرَكُوا مغانطَ عِشْقِهِم فتبَوْصَلُوا= حولَ الحسينِ بمحتَوَاها مُعرِبَة
لمْ يشربوا ليلَ انتظارِ رحيلِهِمْ= إلا وصالاً طعمُهُ ما أطْيَبَهْ!
ولذا أحالُوا أخرياتِ حياتِهِمْ= ضَحكًا وطورًا بالعِبادةِ مُتعبَة
وبشوقِهم للحورِ كانَ حديثُهُمْ= أنسًا فأرواحٌ لَهُمْ مترقِّبَة
وَمَعَ اندلاعِ الفجرِ هبُّوا نسمةً= تسري فتعشِبُ كلُّ أرضٍ مُجدِبة
رحَلُوا كمَا شاءَ الإلهُ وذكرُهُمْ= كانَتْ بِهِ شَفَةُ الخلودِ مُرطَّبَة
مِنْ بعدِ أنْ ملأوا فراغَ حقولِهِمْ= قمحًا سماويَّ الصفاتِ لهُ هِبَة
لم يَبْقَ غيرُ فنارِ ضوئكَ هاديًا= تنمو الحياةُ عليهِ رَغْمَ المذأبة
كانَتْ مآلاتُ الفراقِ مريرةً= بمشاهدٍ لذوي الضميرِ معذِّبة
لكنّكَ الأعلى مقامًا لم تُرِدْ= إلا رضا الربِّ الجليلِ ومكْسَبَهْ
تَرْجَمْتَ مِنْ لُغةِ الخلودِ حكايةً= أزليّةَ المعنى بفِيكَ مُذهَّبَة
ونقشتَ من دَمِك المقدّسِ آيةً= حمراءَ لا ترقى لغيرِك مرتبة
تبقى تنيرُ الثائرينَ طرائقًا= للبوحِ عَنْ رفضٍ قصائدَ مُطرِبة
وتكربلُ الناياتِ نغمةَ نهضةٍ= أعظِمْ بها للحقِّ تبقى مأدبة
فعليكَ مِسْكُ الله مِنْ عبقِ الشَّذا= أرجو تكونُ بِهَا الشفاعةُ موجِبة