سفرٌ إلى معانٍ مبهمةٍ
سنة 2017
ماضٍ إلى معناكَ حيثُ سأُنشَرُ=حِبرًا مِنَ الآهاتِ فيكَ تُسطَّرُ
ماضٍ ودمعُ العينِ حفنةُ أبحرٍ=أنّى لهذا الحزنِ تكفي الأبحُرُ؟!
ماضٍ أخالُ الروحَ أنتَ حبيبُها=حسبي بهذا الحبِّ، كيفَ يُفسَّرُ؟
فلعلَّني رملٌ تصحَّرَ ظامِئًا=ولعلَّكَ الغيماتُ حيثُ ستمطرُ
ولعلَّني شوقٌ تغرَّبَ باكيًا=ولعلَّني المذبوحُ فيكَ أُكفَّرُ
ولعلَّ معناكَ الحسينُ وإنَّني=وَجَعٌ مِنَ المَاضِينَ حينَ تبعثَروا
ولعلَّني ضيّعتُ أيَّ لعلَّني=ما عُدْتُ أعرِفُ غيرَ أنَّكَ أكبَرُ
ما عُدْتُ أكتبُ غيرَ تِيهِ مَعارِفَي=بينَ ارتباكِ المَعْنَيَيْنِ سأبحِرُ
متقلبًا ما بينَ موجاتِ الظَّما=أو بينَ نارٍ للفراتِ تُسَعَّرُ
سأديرُ وجهَ الكونِ نحوَ حكايتي=وأسلِّطُ الأضواءَ حينَ يُنَحَّروا
وأخطُّ فوقَ الماءِ وجهَ قصيدةٍ=يحكي تجاعيدَ الدماءِ ويُخبرُ
مِنْ ألفِ حزنٍ والفراتُ مهروِلٌ=نحوَ اعتذارٍ لم يجدْهُ فيُعذَرُ
مِنْ ألفِ حزنٍ لا اتّجاهَ لدمعِنا=غيرَ انسكابٍ في المحافلِ يُهدَرُ
مِنْ ألفِ ظلمٍ والحسينُ مناديًا=(هل ناصرٌ؟) لكنَّهُ لا يُنصَرُ
حتّى استفاقَ النائحونَ بفتوةٍ=دوّى صداها في النفوسِ يُكبِّرُ
فامتازَ مِنْ بينِ الرجالِ ليوثُها=خطَّتْ قوانينَ البطولةِ تزْأَرُ
إذْ ها هنا كانَ الحسينُ مفَسَّرًا=لمْ يَبْقَ معنًى مبهمًا فيُؤَطَّرُ
إذ ها هنا نزلَ الأمينُ بوحيِهِ=(والعادياتُ) أغَرْنَ صُبحًا يُشْكَرُ
وهنا تجلَّتْ كربلاءُ تمرَّدَتْ=تلكَ الدموعُ وقامَ صدرٌ أحمرُ
إذ هاهنا كانَ الحسينُ مواكِبًا=حمراءَ تُحْيِي بالدّماءِ وتَذكرُ