شوقٌ يرسمُ الخُطَى
سنة 2017
هل علَّتي طَرأَتْ يومًا على بشرِ؟=أم باتَ شوقُ اللِّقا يقتاتُ مِنْ عُمُري؟
ما لي إذا سارَتِ الأرواحُ أحسَبُها =مجرى دموعٍ كَسَتْ في سيرِها نَظَري؟
تحلو الخُطَى حينَما تنسابُ قاصدةً=مأوى الضِّيَا بنداءٍ فيهِ منكسرِ
مَنْ ذا يُوَالِيهِ لا ينوي الهُيَامَ بهِ=في الأربعينَ ويلقي القلبَ في الأثرِ؟
حتّى النجومُ بعالي الأفْقِ ترمُقُهُ=تشاركُ المشْيَ بينَ اللّيلِ والقمرِ
أنا الذي ظلَّ مكلومًا بِحسرتِهِ=كبقعةِ الأرضِ ترجو قَطرَةَ المَطَرِ
وباتَ عدَّادُ أنفاسي يُقَدِّرُ لي=على حروفِ اسمِهِ آمالَ مُنتَظِرِ
وأَيمَ اللهِ ما هذا الجنونُ سوى=تجارةٍ تُورِثُ العَلْيَا لمُدَّخِرِ
متى أزورُ أبا السجّادِ تحمِلُنِي=على المسافاتِ سُقْيا العينِ في سَفَري؟
متى أعاينُ أعتابًا تشعُّ ضيًا=أديرُ تحتَ مَدَاها خدَّ معتفرِ
وحينَ أدنو مِنَ الأحبابِ خُيِّل لي=أنْ أتْبَعَ اثْنَيْنِ جَابَا مجمعَ الحُفَرِ
شخصٌ يشدُّ وقارًا كفَّ صاحبِهِ ال=كفيفِ وهو بحالٍ خائفٍ حَذِرِ
ما إنْ تَحَسّسَ شكلَ القَبْرِ مِنْ يدِهِ=حتّى ارتمى ينتشي مِنْ تُرْبِهِ العَطِرِ
نادى ( حُسَيييينٌ ) ثلاثًا ما انكفى لهبًا=والحزنُ يجدحُ في الأحشاءِ كالشَّرَرِ
إذا بركبِ رسولِ اللهِ يقدِمُهُمْ=زينُ العبادِ أتَوا في أفجعِ الصِّوَرِ
لم أستَطِعْ وصفَ حالي حينَمَا التَقَيَا=كما النجومُ هَوَتْ مِنْ دربِ مُنْحَدَرِ
عمّاهُ جابرُ لم يُبْقُوا لَنَا أثرًا=وما اسْتَقَى في صليلِ الحربِ مِنْ نَفَرِ
هنا تساقَطَتِ الأبطالُ ما بَرِحَتْ=دماؤها تُشْعِلُ الوجدانَ بالعِبَرِ
هُنَا أبِي طاحَ في الرَّمضاءِ منفردًا=ولستُ أنسى مليًّا صَعْدَةَ الشَّمِرِ
والرأسُ منهُ بعالي الرمحِ منشهرٌ=على الخلائقِ يتلو أعظمَ السّوَرِ
عمّاهُ لا تسألَنْ عَنْ بدرِنا أبدًا=وزينبُ الطُّهْرُ تُهدَى في يَدَيْ أشِرِ
بينَ الرّجالِ سُبِينا والعيالُ غَدَتْ=مِنْ فَرْطِ هولٍ بها تَحْنُو على المَدَرِ
لكنْ لنا شيعةٌ في كلِّ عابرةٍ=مِنَ الزّمانِ تضاهي أطيَبَ الثَّمَرِ
تروي مشاعرَنا، تُحْيِي العزاء لنَا=تذوبُ في حبِّنَا مِنْ سالفِ العُصُرِ