حسينٌ غيرةُ الدّينِ
سنة 2017
آتيكِ مِنْ علّةٍ في الروحِ تُبكيني=ذكراكَ فخرٌ وقيدُ الحرفِ يُثنيني
ناديتَني فامتَطَى حِبْرِي مَراثيَهُ=أُقلِّبُ الحرفَ ظمآنًا يُجافيني
يقولُ لي هلْ لسبطِ الحقِّ أوصافٌ=تُعدُّ كي أُطعمَ النجوى شراييني؟
صدرٌ تعرّى وقيظُ الحَرِّ جلادٌ=يخطُّ سوطَ الردى نزفًا كسِكِّينِ
والكفرُ في حيرةٍ يُحصِي مآسيَهِ=وثأرُنا جدَّدَ الذّكرى بصِفِّينِ
والخيلُ يلهثُ مِنْ حُرٍّ يُجاريهِ=نحوَ المنايا حسينٌ غيرةُ الدِّينِ
وكفُّه للسّما وِردٌ فيرميهِ=يظمَى فأُسقى وكم يعرَى فيُؤْوِيني
يُكحِّلُ الصبحَ بالقاني يُحنِّيهِ=ويرفعُ الحقَّ طوفانًا على الطِّينِ
نوحٌ إذا ما شكا المظلومُ ساقيهِ=وصبرُ أيوبَ في مكرِ السّلاطينِ
والشمسُ تخجلُ مِنْ نارٍ تُزكّيها=إذا بدا الحُرُّ في ساحِ الميادينِ
دمٌ يسيلُ كأنَّ المسكَ حاويهِ=عطرٌ يفوحُ كزهرٍ في البساتينِ
وسيفُه البَّرُ لَوْ تنأَى مراسِينا=وعينُه الضوءُ لَوْ أضلَلْتُ يهديني
علّمتَني أنّ ملحَ العشقِ يذريهِ=مَنْ يرفعُ الدّمَ في أرضِ القَرَابِينِ
علّمتَني أنّ موتَ الحرِّ مُحييهِ=قد أقسمَ اللهُ بالزّيتونِ والتِّينِ
يا سورةَ النصرِ في جنّاتِ قرآني=يا باعثَ الحقِّ في كفِّ الموازينِ
إنّي نشأتُ على حبٍّ حسينيٍّ=حتّى غدوتَ أبًا في أصلِ تكويني
سِرْ في دمي كي أريقَ الحبَّ سرًّا أو=كي أضرمَ الوجدَ في خيطانِ تكفيني
فأنتَ مِنْ نفحةِ الآياتِ مولودٌ=ووحدَكَ المجدُ إنْ أدعوهُ يكفيني