لزينبَ.. هذي السماءُ!
سنة 2015
كلُّ القلوبِ سماواتٌ وتنكشفُ=إنْ ينزفِ الحبُّ تخليدًا لِمَنْ نزفوا
إنْ ينزفِ الشعرُ إيمانًا بأسودِها=تلكَ السماءُ التي مِنْ صبرِها غرفوا
ما أسرعَ الموتَ! في تجسيدِ غربتِها=ما أغربَ الموتَ! قربانًا إذا وصَفوا
قد يُشبهُ الجرحَ قلبٌ حينَ تنزُفُهُ=آهًا... فكيفَ بمنْ بالجرحِ تتَّصِفُ؟
أتيتُ لا شيءَ عندي .. لا اتساعُ مدًى=كانَتْ تضيقُ على تنهيدَتي السُّجُفُ
أتيتُكِ اليومَ .. لا شامٌ تقرِّبُني=منكِ اشتياقًا ولا تُدنينِيَ النجفُ
أتيتُكِ اليومَ .. ها عشقُ الحسينِ معي=وأكتفي بفؤادٍ نبضُهُ الشرفُ
أتيتُكِ اليومَ .. هذي كربلاءُ تعي=أنّي وقفتُ على جرحٍ بهِ وقفوا
( ناجيتُ قبرَكِ ) إدراكًا .. وكانَ لنا=في غربةِ الوجعِ المسكونِ منعطفُ
لنا ظلامٌ يضيءُ الموتُ عالمَهُ=لنا خلودٌ بهِ الآجالُ تعترفُ
لنا البقاءُ إذا يفنى الزمانُ هوًى=لنا الدعاءُ ومنكِ القلبُ يزدلفُ
يا نخلةَ الصبرِ .. قلبي تمرةٌ ظمِئَتْ=متى يحنُّ على دقّاتهِ السَّعَفُ
وآهةٌ في حنايا الروحِ تسكنُني=أكادُ أُقتَلُ حينَ الآهُ تنعزفُ
لا دمعَ يطفئُ هذا الجرحَ ذي شفتي=مِنَ الحنينِ أراها اليومَ ترتجفُ
يا زينبَ الصبرِ ... شوقٌ يستبيحُ دمي=وخانني الحرفُ .. لا ياءٌ ولا ألفُ
أكادُ أجزمُ أنّي لن أموتَ سدًى=أنتِ الحياةُ ومنكِ العمرُ يُقتطَفُ