ما لم يصِلْ مِنْ رسائلِ الكوفةِ
سنة 2015
آتيكَ مُنْهَزِمًا.. أبكي.. فَأَنْتَصِرُ= بعضُ الهزائمِ معقودٌ بِها الظَفَرُ
بيني وبينَ صعودي ألفُ منحدرٍ= أخافُ في هوّةِ المجهولِ أنحدرُ
تمرُّ بي كلَّ حينٍ منكَ قافلةٌ= تَفوتُني، وأنا ما زلتُ أنتظرُ
تَفوتُني وأنا ما زلتُ منشغلاً= أقفو السرابَ وأرجو أنّهُ مطرُ
أضعتُ (مسلمَ) ما بينَ الدروبِ فهلْ= مِنْ (طوعةٍ) يا ترى عنّي ستعتذرُ
رسائلي أصبَحَتْ مثلي مبعثرةً= أمحو وأكتبُ.. أَقْدِمْ كُلُّنا حُفَرُ
ما عادَ غيرُ زجاجِ الصمتِ يَسْكُننِي= لذاكَ حرفًا فحرفًا كنتُ أَنْكَسِرُ
لَكَمْ أصختُ ولمْ أسمعْ سوى وجعٍ= يصيحُ يا (حرُّ) أبشِرْ.. فاتَكَ القدرُ
تجففَّ العقلُ بالأوهامِ واحترقت= حقيقتي وتبّقى الهاجسُ الخَضِرُ
كَم اتخذتُ الأماني سيّدي جَمَلاً= وكلّما امتدَّ حُلمي كنتُ أنحسرُ
أخافُ أرنو إلى ظِّلي فيخدَعُني= فكم تشابَهَتِ الأشكالُ والصّورُ
أخافُ أن تَجرحَ الأسماعُ أغنيتي= ويَنقصَ الآنَ مِنْ إيقاعِها وَتَرُ
ك حيرةِ الغصنِ في صحراءِ غربتِهِ= ينمو وتنكِرُهُ الأطيارُ والشجرُ
ك خطوةٍ في ظلامِ الشكِّ مسرعةٍ= وعندَ أولِ ضوء ٍراعَها الأثرُ
ك غَرفةٍ في يدِ العباسِ لا شُرِبَتْ= ولا تقبَّلها في حِجرهِ النَّهَرُ
هل يُصْلحُ الدمعُ مرآتي لأبصِرَني= فقد تخونُ المرايا لو وفى البصرُ
مطمورةً لم تزلْ في التيهِ أسئلتي= ومعولُ الخوفِ (لا يُبقي ولا يذرُ)
تشفُّ ذاكرتي عَنْ كلِّ جوهرةٍ= في العمقِ تُدرِكُ عيني أنَّها حجرُ
(زهيرُ) ذاتيَ ما انفكَّتْ ركائبُهُ= تسايرُ الدربَّ حتَى ملَّهُ السَّفَرُ
ما زلتُ أبحثُ عن كهفٍ ألوذُ بهِ= لعلَّ فتيةَ صدقٍ فيهِ قد عبروا
أحتاجُ إيمانَ فلاّحٍ بنخلتِهِ= حتّى متى وسلالي ما بها ثمرُ؟
لا أدّعي في الهوى شيئًا سوى قلقي= كم كربلاءَ تُرى في الغيبِ تختمرُ
بي وحدةُ الأمسِ لا أشكو إلى أحدٍ= وكلّما لاحَ همسٌ منكَ أنشطرُ
شكّلْ كما شئتَ صلصالي فها أنا ذا= في مصهرِ الشوقِ مُذْ آمَنْتُ أنصهرُ
أنتَ الحسينُ وما للحبِّ مِنْ لغةٍ= سوى الحسينِ على شرفاتِها القمرُ
ما أسهبَ الظنُّ إلا لُحْتَ لي لأرى= كلَّ الحقيقةِ في عَيْنَيْكَ تُختَصَرُ
يا دمعةَ الفكرِ لا فكرَ الدموعِ أَعِدْ= ترتيبَ حزني وقلْ لي أينَ أنهمرُ
هذا أنا كلّما هيأتَ لي وطنًا= آتيكَ منهزمًا.. أبكي.. فأنتصرُ