قبلاتٌ على عتبةِ الحسينِ
سنة 2015
الْبَدْرُ آخِرُ قِصَّةٍ
فِي عَيْنِ تَائِهْ
تَحْكِي الْحُسَيْنَ: يَقُودُ جَيْشًا مِنْ ضِيَائِهْ
وَالليْلُ يُمْعِنُ فِي غَيَابَةِ جُبِّهِ
وَيَصُبُّ مِنْ جَفْنِ الْحُسَيْنِ نَزِيفَ مَائِهْ
وَعِدَادَ مَا فِي جِسْمِهِ مِنْ طَعْنَةٍ
أَدْلَى الْحُسَيْنُ بَنِيهِ...
مَاتُوا فِي دِلائِهْ
لِلْجُرْحِ أَيْضًا أَنْبِيَاءُ...
وَلَيْسَ غَيْرُكَ يَا ذَبِيحِ الحَقِّ آخِرَ أَنْبِيَائِهْ
***
عَاشُوا (نَعَمْ) نَعَمًا
وَسِيقَ رِضَاهُمُ
وَتَعَثَّرَتْ قَدَمُ الْحُسَيْنِ بِكَرْبِ – (لائِ)هْ
شَالُوا عَلَى الأَكْتَافِ كَرْبَ وَلائِهِمْ لِلَّيْلِ..
وَهْوَ دَمٌ بِعَيْنَيْ (كَرْبَلَائِهْ)
فِي رُكْنِ ذَاكِرَةِ الظَّلَامِ رُمُوا...
وَفِي شَرْقِ الْقُلُوبِ:
الشَّمْسُ بَعْضٌ مِنْ بَهَائِهْ
زُوَّارُهُ احْتَفَلُوا بِعُرْسِ شهيدِهِمْ
مُتَخَضَّب الكفَّيْنِ مِنْ حِنَّا دِمَائِهْ
***
أَعْطَى سُيُوفَ عِدَاهُ دَرْسًا
حِينَ مَاتَ بِهَا
وَأَبْقَى النَّصْرَ حَيًّا فِي رِدَائِهْ
وَسُيُوفُهُمْ ما ذُقْنَ مِنْ دَمِهِ سِوَى سُمِّ الفَنَا..
وَحَقَنَّهُ بِدَوَا بَقَائِهْ
بَقِيَ الْحُسَيْنُ
وَشَيَّعَ الأُمَوِيُّ نَعْشَ سُيُوفِهِ الْخَمْسِينَ نَحْوَ لَظَى انْطِفَائِهْ
وَالْيَوْمَ..
فِي جَيْشِ الْحُسَيْنِ انْضَمَّتِ الأَقْلَامُ فِي وَرَقِي
تُحَارِبُ مِنْ وَرَائِهْ
***
قَدَمَاهُ فِي شَطِّ الْفُرَاتِ...
وَرَأْسُهُ فِي كِتْفِ نِيلٍ صَارَ عَيْنًا فِي رِثَائِهْ
كَخَرِيطَةٍ لِلنَّصْرِ فُصِّلَ جِسْمُهُ
خَطَّتْهُ (جُغْرَافْيَا) الْجِرَاحِ بِكِبْرِيَائِهْ
أَسْمَاءُ أُسْرَتِهِ عَوَاصِمُ دَمْعِنَا...
وَمُسَطَّحَاتُ دَمٍ مَلامِحُ أَقْرِبَائِهْ
بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ بُوصَلَةُ الْمُسَافِرِ حُبُّ آلِ الْبَيْتِ..
مَنْ يَفْقِدْهُ...
...؟!
... تَائِهْ
***
حُكَمَاءُ صِهْيَونٍ جَرَوُا دَرَسُوا خَرِيطَةَ جِسْمِهِ (أَلِفَ الْفُرَاتِ لِنِيلِ يَائِهْ)
قُولُوا لَهُمْ:
أَضْحَى تُرَابُ الأَرْضِ لَحْمًا لِلْحُسَيْنِ
وَلا سَبِيلَ إِلَى اجْتِزَائِهْ
بِيَدِ (الشَّهِيدِ) يَصِيرُ طُوبُ الأَرْضِ سَيْفًا
لَنْ يُطِيقَ عَدُوُّهُ ثِقَلَ اتِّقَائِهْ
إِلا الْحُسَيْن
فَإِنَّهُ الْوَطَنُ الْكَبِيرُ....
الرِّيحُ:
نَسْبِقُهَا عَلَى سِكَكِ افْتِدَائِهْ
***
رَيْحَانَةٌ سِبْطٌ زَكِيٌّ سَيِّدُ الشُّهَدَا أَبُو الأَحْرَارِ... جَدٌّ فِي إِبَائِهْ
وَأَبُو الأَئِمَّةِ فِي الْبَيَاضِ، غَرِيبُهُمْ
وَالطَّيِّبُ الْمَظْلُومُ...
وِتْرٌ فِي عَنَائِهْ
وَأَسِيرُ كُرْبَتِهِ الْمُبَارَكُ
وَالْمُجَاهِدُ
جَاءَ مِنْ أَقْصَى الْقُرَى شَرْقَ اهْتِدَائِهْ
الْوَحْيُ سَمَّى..
كَانَ الِاسْمَ عَلَى مُسَمَّى..
سَادَ.. أَمَّ.. وَضَمَّهُ جَدُّ الْمَحَبَّةِ فِي كِسَائِهْ
***
بِقَمِيصِهِ الْمُحْمَرِّ يَفْتِنُ جَدَّهُ
كَالْوَرْدِ: قَلْبُ الْمُصْطَفَى طِفْلُ اشْتِهَائِهْ
أوْ.. كَانَ قَلْبُ رَسُولِ رَبِّكَ وَرْدَةً
وَحُسَيْنُ قَاطِفُ نَبْضِهَا بِيَدَيْ نَقَائِهْ
فَالْجَدٌّ عَقْلٌ فَوْقَ كِتْفَيْ مِنْبَرٍ
تَفْكِيرُهُ طِفْلَانِ مِنْ صُلْبِ احْتِفَائِهْ
لَبِسَ الْحُسَيْنُ الطِّفْلُ ثَوْبًا أَحْمَرًا
وَاحْمَرَّ
بَعْدَ الطَّعْنِ أَكْثَرَ
مِنْ دِمَائِهْ
***
(شَعْبَانُ) أَمْ شَعْبَانِ...
شَعْبٌ عَاشِقٌ لابْنِ الرَّسُولِ
وَضِدَّهُمْ مَرْضَى عَدَائِهْ
غَلَطًا رَأَوْهُ وَلِيدَ يَوْمِ ( ثَلاثَةٍ..)
وَالصَّحُّ: أَنَّ الْيَوْمَ يُولَدُ مِنْ سَنَائِهْ
هُوَ عِيدُ مِيلادٍ لِيَوْمِ وِلادِهِ...
وَشَهَادَةٌ بِوَفَاةِ عَبْدِ (يَزِيدِ) شَائِهْ
يَعْوِي بِحَضْرَةِ آلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى
وَلِغَيْرِهِمْ
يُلْقِي قَصَائِدَ مِنْ مُوَائِهْ
***
كَرِهُوهُ أَمْ كَرِهُوا النَّبِيَّ!
وَحُبُّهُ مِنْ حُبِّهِ مِنْ حُبِّ رَبِّي فِي سَمَائِهْ
وَهَلْ ابْنُ مَنْ يُوحَى إِلَيْهِ.. كَابْنِ مَنْ يُمْلَى عَلَيْهِ..؟!
/
الْبَدْرُ كَالْحَجَرِ الْمُبَالَغِ فِي طِلائِهْ؟!
يُوصِي عَلَى رَيْحَانَتَيْهِ ...
فَيَسْحَقُ الأَعْمَى جَمَالَ الْوَرْدِ تَحْتَ عَمَى حِذَائِهْ
اسْحَقْ فجِسْمُ الْوَرْدِ جِسْمٌ لَيْسَ إِلَّا....
لَسْتَ تُفْنِي رُوحِ عِطْرٍ فِي فنَائِهْ
***
مِنْ مِصْرَ.. مِنْ بَغْدَادَ.. مِنْ لُبْنَانَ..
سُورِيَّا.. الإِمَارَاتِ.. الْجَزَائِرِ.. أَوْ سِوَائِهْ
خُطُّوا قُرَاكُمْ فِي (الْبِطَاقَةِ)...
وَاسْرُدُوا تَارِيخَ جَدٍّ شَادَ صُبْحًا مِنْ مَسَائِهْ
وَتَجَمَّدُوا فَخْرًا كَثَلْجِ الْقُطْبِ...
فِيمَا الْعِشْقُ مَدَّ بِنَبْضَتِي خَطَّ اسْتِوَائِهْ
مَا فَخْرُكُمْ؛ وَ..
مْحَلُّ مِيلادِي الْحُسَيْنُ
وَوَجْهُهُ
تَارِيخُ مَوْلِدِ أَوْلِيَائِهْ؟!
***
مَاضٍ على دين النبيِّ ..
يعولُ
مِنْ دَمِهِ
عيالَ أبٍ عَلا فرسَ ابْتِلائِهْ
كتفاهُ سَفْحَا حُمرَةٍ..
طعناتُهم جبلانِ لم يَصِلا إلى قممِ اشتكائِهْ
وسهامُهمُ ريحٌ عقيمٌ أنجبَتْ
موتًا لقيطَ المجدِ مِنْ صلبِ اعتدائِهْ
موتٌ:
تَبَنَّاهُ الْحُسَيْنُ... فَسُمِّيَ (استشهادَ)ه ... لا (ميمَ) تطرُدُ وجْهَ (تائِهْ)
***
الموتُ:
أعطاهُ الحسينُ من الخلودِ رغيفَهُ
وَوَرِيدَ (طَهَ) لاحتسائِهْ
هل كانَتِ الأقلامُ تذكرُ مثلَ هذا الموتِ في صحنِ الحسينِ بلا عطائِهْ؟!
لهفي:
غموسُ رغيفِهِ جُبْنُ الذين كفوفُهُمْ غدْرٌ تعضَّ يدَيْ وفائِهْ
والكوفةُ الحمراءُ
تعجنُ خطوَ عسكرِها بماءِ عروقِهِ
وبُكَا لوائِهْ
***
قتلتْ
بسيفٍ ليسَ في يدِها
الحسينَ..
وفي جنازتِهِ مَشَتْ مَعَ أصدقائِهْ
ومضى لمغربهِ بقلبِ الشمسِ...
يحملُ صبحَهُ كفَنًا تزيَّنَ بارتدائِهْ
وغروبُهُ معناهُ أنَّ الشمسَ ترحلُ مِنْ هُنا لهناكَ
لا معنى انطفائِهْ
وغدا الحصى مِنْ خلفِهِ أقمارَ ذكرى
فالحسينُ الشمسُ حتَّى في اختفائِهْ