قلْ هوَ العرشُ الأحدُ
سنة 2015
ما هَزَّهُ الموتُ إذْ في موتِهِ قَتَلَهْ=حيثُ الوجودُ على أكتافِهِ حَمَلَهْ
ما إنْ تَلَوَّنَ بالأَسمَاءِ أَيقَظَهُ=نَبضُ السَماءِ ليُعطي للمَدَى سُبلَهْ
هو القَصيدَةُ حيثُ اللهُ في صِفَةٍ=حمراءَ للعرشِ من بطنانِهِ ارتجلَهْ
ما مدَّ كفًّا لمرآةٍ تُفسِّرُهُ=إلا وقدْ عَاكَسَتْ أَضواؤُهُ عِلَلَهْ
مَعنَاهُ من مَلكُوتِ السرِّ ، يَعرفُهُ=مَنْ كَانَ فيْ أيِّ كونٍ حبُّهُ عملَهْ
تَأَلّهَ الطِّينُ حينَ اختارَهُ جَسَدَا=وباتَ يعزلُ عنْ ذرّاتِهِ بلَلَهْ
الظلُّ يُربطُ وعيَ الشَمسِ في جَسدٍ=يَرَاهُ حتّى تَرَى أَنظارُهُ مثلَهْ
الدَاخِلُونَ مِنَ الأشياءِ ليسَ كَمَا=هُمْ دَاخِلُونَ ، رَآهُمْ غَادَرُوا مُقلَهْ
يَطِلُّ من جُرحِهِ المعنى ، فتَقطِفُهُ=أَحزَانُهُ أَينَما عرفَانُهُ شتلَهْ
حيٌّ يَشَاءُ ، كَأنَّ الطفَّ في يدِهِ=يَدُورُ كالنَحلِ حتّى يلتقي عسلَهْ
ما فَاضَتِ الرّوحُ ، "عزرائيلُ" أَرجَعَها=للعَرشِ فالرُّوحُ كَانتْ فيهِ مختزلَةْ
حَافٍ يمرُّ وكانَ الدَهرُ يَزحَفُ في=خُشُوعِهِ فاشتَهَاهُ "النورُ" وانتعلَهْ
مِنْ سَائلٍ في جيوبِ الغَيبِ يَبحَثُ عنْ=يدٍ تُنَادِيهِ والأُخرَى تُلَوِّحُ لَهْ
تَوقَّفَ الكَونُ حَيثُ السَهمُ يَسبَحُ في=مَسَارِهِ ، يَخرُقُ الأَكوَانَ كَي يَصِلَهْ
حَيثُ التَقَاهُ ضَميرُ الموتِ مُختَليًا=بنفسِهِ ، يَمنَحُ الجُرحَ النَدَى أَملَهْ
لَمْ تَحتَملْهُ جُرُوحُ الأرضِ حينَ هَوَى=إِلى السَمَاءِ وغَيمُ الحُزنِ قَدْ نقلَهْ
لرَعشَةٍ في شِفَاهِ الذَاتِ سَبَّبَها=وجدَانُهُ حينَما سَهمُ الرَّدَى دَخَلَهْ
طُوفَانُهُ دَمعُهُ إذْ لا سَفينَ لَهُ=تُنجِيهِ لو شَاهَدَ الخَيمَاتِ مُشتَعِلَةْ
يَلتَفُّ خِنصِرُهُ في قطبِ بوصَلَةٍ=مَدَارُهُا الوَحيُ أَنّى ربُّهُ رَسلَهْ
أَضلاعُهُ مِنْ زُجَاجِ الذَاتِ ، تَكسرُهَا=حَوافرُ الفَقدِ حتّى فَقدُهُ انتَحَلَهْ
المَاءُ يَغرَقُ بينَ المَاءِ مُرتَعشًا=منْ بعدِ ما خَانَ بالكتمانِ مَنْ هَطَلَهْ
للهِ منْ جَسدٍ يَمشي وفي يدِهِ=رأسٌ يُجَاوبُ إنْ إِحسَاسُهُ سَألَهْ
لا يَحمِلُ الرأسَ إلا الرَأسُ ، كَيفَ غَفَا؟=والرمحُ يَغرزُ في أَعمَاقِهِ أَجَلَهْ
قَبلَ الحَقيقَةِ غَيبُ اللهِ يَحجبُهُ=فالنَصرُ يَعرفُ في تَكوينِهِ رَجُلَهْ
لنْ يَأخذَ الطَيرُ "إبراهيمَ" نَحوَ غدٍ=يَرى بهِ اللهَ في قلبٍ كسا جَبَلَهْ
ولنْ يُغَسَّلَ "يحيى" بعدَ ذَاكرةٍ=قَدْ أَثَّثَتْ منْ دِمَاءِ النَحرِ مُغتَسَلَهْ
ما غَابَ "عيسى" وَلكنْ غَابَ منْ زَمَنٍ=إلى مَكَانٍ يَمتُ المَا ورا بِ صِلَة
ف "آدمٌ" مَرَّ جنبَ الحزنِ حيثُ رَأى=مَلاذَهُ مَيِّتًا مُستمسكًا أزلَهْ