من الفيلِ إلى العادياتِ!
سنة 2015
طلَّ الصباحُ على الطفوفِ فأظلما = فكأنّهُ ليلٌ بليلٍ خيّما
ومضى الفراتُ عِنِ الفراتِ مودِّعًا = مَنْ أيتموهُ مودِّعًا مَنْ أيتما
وقلوبُنا شَخصَتْ بِرَضْوَى تقتفي = لكَ سيّدي أثرًا لعلَّ ورُبّما
(ماتَ التصبرُ) قالَها لكَ عاشقٌ = وكأنّهُ بدموعِهِ قدْ أقسَما
وأنينُ دعبُل حينَ ناشدَ فاطمًا = لو خِلتِهِ عندَ الفراتِ قَدِ ارتمى
حتّى السماءُ تصحّرَتْ في عينِهِ = فكأنّما الصحراءُ صورتُها السما
جاؤوا ليعقوبٍ فألقَوا عندَهُ = بقميصِ يوسفِهِ فطابَ مِنَ العمى
لكنْ بما آتيكَ مِنَ جسدِ الذي = قد ظلَّ بالبطحاءِ تستِرُهُ الدِّما
فالدينُ خرَّ ببطنِ وادٍ عافرًا = فأتى البراقُ إلى الخيامِ مُحَمْحِما
فخَرَجْنَ ربّاتُ العفافِ نوادبًا = فرأينَ شمرًا بالمعاولِ هادِما
وكساءَهُ انتهبَتْهُ أيدي سقيفةٍ = حتّى قَدِ انتهَبَتْ رداءً خُرِّما
فنظرنَ نظرةَ شيبةِ الحمدِ الذي = لاحَتْ لهُ السجّيلُ مِنْ طرفِ السّما
فرأى الحِمى للبيتِ جاءَ مِنَ السّما = وعفيرُ يومِ الطفِّ لم يَجِدِ الحِمى
ما دَكَّتِ الأفيالُ كعبةَ مكةٍ = والدينُ تحتَ العادياتِ تهدّما
ورَوَتْ أميّةُ بالدماءِ سيوفَها = وسيوفُكُمْ لم تُروَ بعدُ مِنَ الظّما
ورمى ابنُ شاهكِ غادرًا بسهامها = لكنَّ راميكم بسهمٍ ما رمى
والشمرُ حزَّ لكُمْ أعزَّ رؤوسِكم = وَقَدِ ارتقى صدرَ ابنِ فاطمَ سُلّما
أسمعتَ صرخةَ طفلِكم لمّا هوى = رأسُ المُثلَّثِ في حَشَاهُ فآلما
أسمعتَ قبلَ الطفِّ عَنْ علويّةٍ = بالسَّوطِ عُولِجَ متنُها فتورَّما
طالَ انتظارُ النادبِينَ فَكَمْ تُرى = مِنْ صرخةٍ تُصغي لها (وا قائما)