ما نُسِخَ من ذاكرةِ الوجودِ
سنة 2015
حَيِّ القَضَاءَ بِمَسْرَحِ القَتْلِ =فَلَقَدْ تَقَدَّمَ حَاملُ النّصْلِ
حَيِّ القَضَاءَ ، وقُلْ لِحُمْرَتِهِ : =إنَّ الدِّمَاءَ لسَفْكِهَا تَغْلِي
هي لَحْظةٌ ، والسَّيفُ يَقْطَعُهَا=للذبحِ ، مِلْءَ البَعْدِ والقَبْلِ
حَتَّى كَأنَّ الدَّهَرَ ، تَسْحَبُهُ =رِئةُ الخُلُودِ بِشَهْقَةِ الرَّملِ
فَتَعُودُ ثَانِيةً ، فَتَعْصِّرنِي =جَزَعًا ، وتَسْكُبُنِي عَلى عَقْلي
لأراكَ تُشْرقُ مِنْ مُخَيّلَتِي =بِجَمِيعِ شَمْسِكَ خَارجَ الظِّلِّ
وتَمدَّ كَفَّكَ ، وهيَ حَامِلَةٌ =قَدَحَ السُّؤالِ لِشَاربِ الحَلِّ
كَيفَ اقْتَحَمْتَ الجَيشَ مُتَّخِذًا =مَمْشَى سُلَيمَانٍ عَلَى النَّمْلِ
مُتَمَاسِكًا شلْوًا ، قَدِ اتَّسَعَتْ=بِمَدارِ شلوِكَ نُقْطَةُ الكُلِّ
ولَقَدْ يَبِستَ ، ومُذْ يَبِسْتَ ومَا=للنَّهَرِ في عَيْنَيكَ مِنْ سُبْلِ
حَرّكتَ فِعْلَ اللهِ ، مُرتَشِفًا =عَنْ جَانِبيكَ رُطُوبَةَ الفِعْلِ
مُتَأثِّرًا بِالنَّبْضِ ، تَسمَعُهُ=يَنْعَاكَ ، بَينَ النَّبْلِ والنَّبْلِ
تَبْكي ، وعَينُكَ في تَهَاطُلِهَا=وحيٌ ، يَبُلُّ شَرائعَ الرُّسْلُ
فَهُنَا جَمِيعُ الأنبياءِ ، هُنَا=مَمْشَاكَ فَوقَ طِواكَ بِالنَّعْلِ
وهُنَا عَصاكَ ، وقَبْلَ حَيَّتِهَا=ألقَيتَ خَيرَ بَنِيكَ لِلقَتلِ
وهَزَزْتَ كَفَّ أخِيكِ ، لا رُطَبًا =يَرويكَ ، إلَّا مِنْ أبي الفَضْلِ
هَذا أخوكَ ، تَكَادُ تَخطفُهُ =لدَمِ الحُسِّينِ إمَامَةُ النَّسْلِ
ويَكَادُ يَفْنَى حينَ تَحْضنُهُ=فَيعُودُ نَبْضُ الفَرعِ للأصلِ
لتَكُونَ ذاتُكَ لا شَريكَ لهَا=في مَا يَمدُّ اللهُ مِنْ حَبلِ
وكَأنَّ جَدَّكَ ، عِندَ سِدرَتِهِ =واللهُ في عَينَيْكَ يَستَجلي
إقرأْ ، فَآلُ مُحَمَّدٍ نَزلُوا=لمَصارعِ الأنصَارِ والأهلِ
سبحَانَ مَنْ أسرى بفَاطِمَةٍ=مِنْ نَاظِريكَ لمَنحَرِ الطِّفلِ
سبحَانَ خِدرِكَ حِينَ تَهتِكُهُ ،=الأرجاسُ بَينَ الرّفسِ والركلِ
انظُرْ فَللخَيمَاتِ فَاجِعَةٌ=قَذَفَتْ عَليكَ شَرارةَ الذُّلِ
تِلك التي مِنْ خِدرِها بَرَزَتْ=مَكتُوفَةً ويَسُوقُها خَولي
هِيَ لَيلةُ القَدرِ التي بَقِيَتْ=تَبكِيكَ حَتَّى مَطلعِ اللَّيلِ