رفرفةٌ في سماءِ الحُسينِ
سنة 2015
صعبٌ طريقُ الهوى والمُبتغى عَسِرُ = والعاشقونَ بِرَغْمِ الشَوكِ قد عبروا
شدُّوا الرِّحالَ لأرضِ الطفِّ في ولهٍ = رَغْمَ المخاطرِ ما هانوا وما انتظروا
"هُمْ فتيةٌ آمنوا" بالحُبِّ حينَ مَضَوْا = نحوَ الحُسينِ فلا خوفٌ ولا ضجرُ
مُسافرونَ إلى اللا وقتِ يتبعُهُمْ = موجُ الحنينِ وجيشٌ جُندُهُ الزَّهَرُ
مُحملَّونَ بنفحاتِ "الحُسينِ" شذًى = يضوعُ في الأفقِ عزًّا وردُهُ العَطِرُ
البينُ أدركَ أنْ لا شيءَ يوقِفُهُمْ = حتّى وإنْ حُوصِرُوا فالشوقُ ينتصرُ!
بَثُّوا الهُيَامَ لقلبِ الكونِ فاضطربَ ال = نبضُ الشغوفُ فكادَ القلبُ ينفطرُ
مُسافرونَ وملْءُ الركبِ هائمةٌ = تلكَ القلوبُ فطوبى بُورِكَ السفرُ
مِنْ فَرْطِ عشقِهِمُ الغيماتُ يُخجِلُها = غيثُ النفوسِ الذي بالعشقِ ينهمرُ
شدُّوا الرِّحالَ وحادي الركبِ أومأَ لل = عُشّاقِ: هيّا فدربُ الوصلِ يستعرُ
هُمْ أدْرَكُوا "كربلا" والوجدُ يُلهِبُهُمْ = والودُّ يجذِبُهُم والدمعُ ينتثرُ
ما أنْ تراءى بهاءُ القبرِ أعينُهُمْ = اغرورَقَتْ مِنْ دموعٍ ليسَ تُسْتَتَرُ!
هُوَ الحُسينُ الذي أعطى العراقَ مدًى = مِنْ سامقِ المجدِ يسمو عندَهُ الظَّفَرُ
قدْ أودَعَ الأرضَ نُورًا مِنْ سماحتِهِ = في كُلِّ شيءٍ لهُ مِنْ نورِهِ أثرُ
أضفى الحُسينُ إلى الأشياءِ رونقها = فغرَّدَتْ نبضةٌ ولهى، انجلى قمرُ
لهُ الأيادي التي ما أنْ تُمدَّ إلى = قفرِ الترابِ همى مِنْ جُودِها المطرُ
فكيفَ يحوي الضريحُ السبطَ؟ أنجمُهُ = وسطَ السماءِ ولكنْ يُخدَعُ النظرُ!
ولو تجلّى ل "موسى" السبطُ "مُنصعقًا = يخرُّ جانبَ طورِ العشقِ، ينبهرُ!
مولايَ خُذْنِي إليكَ الآنَ لستُ أرى = إلّاكَ ضوءًا سنيًّا فيهِ أنصهرُ
لولا هواكَ لكانَ القلبُ مُعشبُهُ = قفرًا وعُمري رمادًا حفَّنِي خطرُ
لولا نداكَ سيذوي الوردُ يانعُهُ = يخبو الضياءُ، يعمُّ الهمُّ والكدرُ
لولاكَ يغدو الهواءُ الطلقُ أروعُهُ = سُمًّا يضيقُ بهِ الإنسانُ والشجرُ
عيناكَ وهجٌ إذا ضجَّ الظلامُ وذي = كفّاكَ قمحٌ إذا استشرى بنا القَهَرُ
أنتَ الذي علّمَ الأرواحَ أطلَقَها = إلى عنانِ الهوى في العشقِ تبتكرُ
مُخلّدٌ سيّدي ذكراكَ في مُهَجٍ = ترنو إليكَ هُيَامًا كيفَ تصطبرُ؟
ها قد أتيتُ وفي عينيَّ أسئلةٌ = حيرى وفي خاطري تسّاقطُ الفِكرُ
ملأى جِرابُ الهوى مِنْ فيضِ محبرتي = إليكَ يا مَنْ بِهِ تسمو هُنا الصُّورُ
خُذني إليكَ وهدِّأْ لهفتي فأنا = مِنْ فرطِ شوقي أكادُ الآنَ أنفجرُ
عزفتُ وجدي بلا وترٍ ولا نغمٍ = فنغمتي ( كربلا ) والخاطرُ الوتَرُ !
خُذني إليكَ فإنَّ القلبَ ألهبَهُ = جمرُ الفراقِ فلا تبقي ولا تذرُ
رفقًا بروحٍ أذابَ البُعدُ خاطرَها = حتّامَ يا سيّدي لُقياكَ تنتظرُ؟
خُذْها سطورًا بملْءِ الحُبِّ طافحةً = كادَتْ لعَمْرِي بسيلِ الوجدِ تنشطرُ
فازَ المُحبّونَ في الدارينِ "شيعتُكُمْ" = خابَ الذينَ تولَّوا غيرَكم خسروا
خُذْنِي إليكَ ودعها دمعتي أبدًا = تطوي مسافةَ ذاكَ الشوقِ تختصرُ