تِلاواتٌ مَقطوعةُ الرَّأْسِ
سنة 2013
رأسُ القصيدةِ فوقَ رمحِ رثائِه = يتلو بحزنٍ أبجديةَ (حائهِ)
ومناحرُ الأقلامِ تنزفُ حبرَها = فتشاطرُ الأوراقَ أجرَ عزائهِ
سهمٌ بعينِ عبارةٍ وعبارةٌ = مقطوعةُ الزندينِ في غبرائهِ
يهوي بناصيةِ الرؤى حجرٌ فلم = تنزفْ دماً إلا لغَسْلِ دمائهِ
ها ثُلِّثَ المعنى فأجهشَ باكياً = قلبَ المجازَ وذابَ في أرزائهِ
وعلى السطورِ الهازلاتِ هوادجٌ = ناءتْ بضّجةِ قافياتِ خبائهِ
إن كانَ ترضيهِ المصارعُ ها أنا = روحٌ تحُلُّ أبيةً بفنائهِ
والموتُ حافلةٌ تُقِلُّ مواجعي = عبرَ الممزَّقِ من طهورِ ردائهِ
نحوَ الخلودِ مضرَّجاً بقصائدي = أمشي وأقطفُ من غصونِ سمائهِ
وحيًا تفتَّقَ عن ملامحِ ثورةٍ = باسمِ السلامِ جديرةً بإبائهِ
هيهاتُهُ دفءُ الحقيقةِ كلما ار = تعشَ الضميرُ على رصيفِ شتائهِ
اللاجئونَ إلى مخيَّمِ قلبِه = ثملوا على التحنانِ في أضوائهِ
ومضوا بضوءِ الأنبياءِ نوارساً = للحبِّ تسرحُ في مدى مينائهِ
هيهاتُهُ خلفَ الغيوبِ قبيلةٌ = كبرى تعودُ لها هُويَّةُ (لائِه)
وعلى ظهورِ الغيِ جاءتْ كربلا = لتبلَّ ريقَ الرفضِ من شهدائهِ
سجدت له الأنهارُ طوعاً عندما = نهرُ المشيئةِ سالَ من أشلائهِ
وغدَتْ له الكثبانُ محراباً به = تَتَيَمَّمُ الأقدارُ بعضَ عَفَائهِ
لما رآهُ اللهُ ثاوٍ بالثرى = متجدلاً ومخضَّبًا بدعائهِ
أوحى لجبرائيلَ لثمَ جراحِهِ = ولسائرِ الدنيا دوامَ بكائهِ
وجهُ الفجيعةِ في مرايا وَجْدِها = يبدو صباحًا ماجَ في أصدائهِ
والحزنُ يقترفُ الحياةَ ببسمةٍ = زرعت حروفَ الضوءِ في أفيائهِ
وهنا القصيدةُ في مواسمِ شَجْوِها = جدثٌ تقطِّعُهُ سيوفُ شقائِه
فاحنُنْ عليها يا حسينُ وقل لها: = كوني لمجديَ منتهى عليائِه
فهي التي سَهِرَتْ على جمرِ النَّوِى = وتحمّلَتْ ما مسَّها من دائِه
فاكتُبْ لها وطناً يليقُ بحزنِها = لأكونَ يا مولاي من شعرائهِ