أسئلةٌ في جيبِ الرملِ
سنة 2013
كُنَّا وكانَ الفجرُ خلفَ ظلالِي=متزمِّلاً بشهيَّةِ التّرحالِ
فجرٌ تراقِبهُ الحمائِمُ حيثُ لا= فرقٌ لرأسِ النخلِ والأنصالِ
فجرٌ يطفِّفُهُ المساءُ ولم يَزَلْ = يربو ليقهرَ خِدعةَ المكيالِ
يتلمَّسُ الأيَّامَ، ينبِشُ جرحَها=عمَّا تورَّطَ في يدِ الأنسالِ
وترَى غُبارَ الحُلمِ تكنسُهُ الرؤى=عن بعضِ أخيلةٍ وبعضِ جمالِ
وهُناكَ حيثُ العزُّ يجمَعُ شملَهُ=ويمرُّ فوقَ العابرينَ خِلالِي
وقفَ الجوادُ بأضلعِي فتساءَلَتْ=كُلُّ الحقيقةِ عنهُ فِي أوصالِي
ما اسمُ النصيبِ وهل لهُ ثانٍ يُقا=سِمُ ما ارتمَى في القلبِ من أحمالِي؟
فأكادُ مِنْ فرْطِ التوجِّسِ ألتظي=متكربلاً من شهقةِ الآجالِ
تمتدُّ بِي لغةٌ تُجعجعُ بِي هنا=كَ على الصعيدِ بنبرتِي وخيالِي
يختلُّ سقفُ الكونِ مِن ميزانِها=ويظلُّ متَّزِناً على مِثقالِي
وأعيذُ أيَّامِي بصحوِ غُدوِّها=ممَّا تجذَّر فِي كرَى الآصالِ
حيثُ العراقُ تفرَّدَتْ بالسوسنا=تِ المنهكاتِ الذابلاتِ قِبالِي
وتزيَّنت بالموتِ، إنَّ الموتَ خطُّ=قلادةٍ في جيدِها المنثالِ
رسمَتْ بكفِّ المُبدعِينَ صمودَها=وتمايزَتْ مِن نصرِها المتتالِي
حيثُ الردَى قد شاقَهُ الطوفانُ يُغ=رقُ ما انبرى فِي سيلهِ المتعالِي
ما انجالَ فِي سُوحِ الكرامةِ موعدٌ=إلاَّ تزيَّنَ بالدمِ السَلسالِ
وكأنَّمَّا أُطرُ المسافةِ لم تضِقْ=حينَ استفاقَتْ غفوةُ الإقبالِ
وكأنَّما شطُّ الفراتِ مجَدِّفٌ=نحوَ الحُسينِ بهيبةٍ وجلالِ
فأمِيطُ عن وجهِ القفارِ لِثامَهُ=ويضجُّ فِي جيبِ الرِمالِ سؤالي:
هل تستحِمُّ الشمسُ؟ هَل يتعطَّرُ الر=ملُ المسافرُ فِي القميصِ البالِي؟
هل ينحنِي جذعُ السماءِ ليلقفَ الض=وءَ الُمراقَ بصهوةِ الخَيَّالِ؟
مَاذا سيهرُبُ مِن دِنانِ العلقميِّ=إذا انتشَى بالدمعِ ثغرُ خَيالِي؟
أنا كُنتُ حَولَ مساربِ الأحلامِ أح=صي العِزَّ فوقَ مطامحِ الأجيالِ
ورأيتُهُ يهَبُ الرِمَالَ نوارِساً=طارَتْ تُعانِقُ بسمَة الشلاَّلِ
فردًا يقُصُّ على مسامعِ دهرِنا=قصصَ الفِداءِ ونهضَةَ الإجلالِ
عارٍ مِنَ الأحلامِ وهوَ يخِيطُها=للفجرِ مِن يدِ خِلَّةٍ ودَلالِ
مازالَ يعجُنُ فِي الترابِ إباءَهُ=بالحُبِّ شكَّلَ عِزَّةَ الصلصالِ
لوسادةٍ فِي الرملِ هَرَّبَ جُرحَهُ=متقلِّباً فِي سجدَةِ الأبطالِ
فتكادُ من غيظٍ تمِيزُ مواجِعاً=كَم مِن حُسامٍ كافِرٍ ونِبالِ
اللهُ من حُرٍّ تناسَلَ عزمهُ=متمرِّدًا فِي عُقدَةِ الأغلالِ
اللهُ من قلبٍ تثلَّثَ عَطفُهُ=فزهَا أريجُ الحبِّ بالأوصالِ
جرحٌ يُسافرُ في السماءِ نزِيفُهُ=متسلَّقاً من سلَّمِ الآمالِ
مازالَ يفتحُ للسنينِ نوافذاً=بالعطفِ تحرِجُ قسوةَ الأقفالِ