سفينةُ آلِ أحمدَ
سنة 2013
يا عمُّ لا أخفي عليكَ نصائحا=فَدَعِ الظباءَ غوادياً وروائحا
واذهبْ إلى كنفِ الهداةِ فلم يكُنْ=صيدُ الفتى في ما عداهُم رابحا
واتركْ مداهنةَ الزمانِ وأهلِهِ=والحقْ بهِمْ للقاءِ ربِّكَ كادحا
واسألْ فؤادَكَ في تتبّعِ سيرِهِم=سترى الطريقَ على خُطاهُمْ واضحا
واركضْ برِجلِكَ عنْ غريمِكَ نازحاً=واركبْ سفينةَ آلِ أحمدَ طامحا
شمَختْ على بحرِ الضلالةِ واغتدتْ=تزهو وتمخرُ موجَهُ المتناطِحا
ألقتْ على الأرجاءِ رغمَ سوادِها=أملاً فخلتُ النجمَ مِنْها لائحا
ورَمَتْ إلى المستضعفينَ بعروةٍ=وُثْقَى تُعلّقُ للنجاةِ مفاتحا
فتمسّكوا أذيالَها واستأنِسُوا=ثقةً بكونِ النصرِ فيها راجحا
ومضوا ولم يَزَلِ المشظّى غائراً=في البحرِ والجزءُ المعلّقُ طافحا
صبرُوا برغمِ عنائِهم وشقائِهمْ=والجورُ كانَ ولا يزالُ مكاشِحا
والنائباتُ ترادفَتْ وتعاقبَتْ=فيهِمْ وكانَ الظلمُ فيها كاسحا
شعبٌ أبَى إلا الكرامةَ فارتأى=ألّا يظلَّ إلى المهانةِ رازحا
سحقوا الورودَ بكفِّهِ فبقى على=حرثِ الحديقةِ أعزلاً لا رامحا
خسفوا محاريبَ الصلاةِ فلم يزلْ=فوقَ الرّكامِ صدى الإقامةِ صادحا
ورثَ التصبُّرَ والشجاعةَ فارتمى=في المهلكاتِ مسالِماً متسامحا
ما زلتُ في إدراكِهِ متسائلاً=هل كانَ عقلي صالحاً أم طالحا
ولقد أقولُ بها ولستُ بكاذبٍ=قسماً بإرسالِ الرياحِ لواقحا
ما كنتُ أدركُ كُنْهَ ذلكَ كُلِّهِ=لو لم أكُنْ بالغاضريّةِ سائحا
فرأيْتُ أصحابَ الحسينِ لأجلِهِ=يستطْعِمُونَ أسنّةً وصفائحا
يستعذبونَ الموتَ في آلائِهِ=ما بالُهم عشِقُوهُ عِشقاً جامحا؟
ولقد أراهُم أرضَهُمْ وسماءَهُمْ=فرأوا شمائلَهم تئنُّ ذبائحا
لكنَّهُم صمَدُوا ولم يهِنُوا وقد=صبَغُوا بأوداجِ اليقينِ جوارحا
فعلمتُ أنَّ مصابَ شعبي إنّما=مِنْ ذاكَ لا يعدُو شَراراً لافحا