شعراء أهل البيت عليهم السلام - سفينةُ آلِ أحمدَ

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
133
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:04 مساءً

يا عمُّ لا أخفي عليكَ نصائحا=فَدَعِ الظباءَ غوادياً وروائحا واذهبْ إلى كنفِ الهداةِ فلم يكُنْ=صيدُ الفتى في ما عداهُم رابحا واتركْ مداهنةَ الزمانِ وأهلِهِ=والحقْ بهِمْ للقاءِ ربِّكَ كادحا واسألْ فؤادَكَ في تتبّعِ سيرِهِم=سترى الطريقَ على خُطاهُمْ واضحا واركضْ برِجلِكَ عنْ غريمِكَ نازحاً=واركبْ سفينةَ آلِ أحمدَ طامحا شمَختْ على بحرِ الضلالةِ واغتدتْ=تزهو وتمخرُ موجَهُ المتناطِحا ألقتْ على الأرجاءِ رغمَ سوادِها=أملاً فخلتُ النجمَ مِنْها لائحا ورَمَتْ إلى المستضعفينَ بعروةٍ=وُثْقَى تُعلّقُ للنجاةِ مفاتحا فتمسّكوا أذيالَها واستأنِسُوا=ثقةً بكونِ النصرِ فيها راجحا ومضوا ولم يَزَلِ المشظّى غائراً=في البحرِ والجزءُ المعلّقُ طافحا صبرُوا برغمِ عنائِهم وشقائِهمْ=والجورُ كانَ ولا يزالُ مكاشِحا والنائباتُ ترادفَتْ وتعاقبَتْ=فيهِمْ وكانَ الظلمُ فيها كاسحا شعبٌ أبَى إلا الكرامةَ فارتأى=ألّا يظلَّ إلى المهانةِ رازحا سحقوا الورودَ بكفِّهِ فبقى على=حرثِ الحديقةِ أعزلاً لا رامحا خسفوا محاريبَ الصلاةِ فلم يزلْ=فوقَ الرّكامِ صدى الإقامةِ صادحا ورثَ التصبُّرَ والشجاعةَ فارتمى=في المهلكاتِ مسالِماً متسامحا ما زلتُ في إدراكِهِ متسائلاً=هل كانَ عقلي صالحاً أم طالحا ولقد أقولُ بها ولستُ بكاذبٍ=قسماً بإرسالِ الرياحِ لواقحا ما كنتُ أدركُ كُنْهَ ذلكَ كُلِّهِ=لو لم أكُنْ بالغاضريّةِ سائحا فرأيْتُ أصحابَ الحسينِ لأجلِهِ=يستطْعِمُونَ أسنّةً وصفائحا يستعذبونَ الموتَ في آلائِهِ=ما بالُهم عشِقُوهُ عِشقاً جامحا؟ ولقد أراهُم أرضَهُمْ وسماءَهُمْ=فرأوا شمائلَهم تئنُّ ذبائحا لكنَّهُم صمَدُوا ولم يهِنُوا وقد=صبَغُوا بأوداجِ اليقينِ جوارحا فعلمتُ أنَّ مصابَ شعبي إنّما=مِنْ ذاكَ لا يعدُو شَراراً لافحا
Testing