بغدادُ في عصر الرشيد الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وازدهرت بغدادُ بالعمرانِ= حتى غدت ليس لها من ثانِ
وشيدت الجسور والقناطرُ= وازدهت الساحات والمعابرُ
وقد علت بالترفِ القصورُ= وشعشع الضوء بها والنورُ
وشيد قصرُ « الخلدِ » للخليفة= وأسدلت أستاره الشفيفة
وكثر الغلمان والجواري= وانتشر الخمر لدى الفجار (1)
Testing
(1) ليس من المبالغة اذا قلنا ان بغداد اعظم مدينة ازدهرت في ايام هارون ، حتى صارت
عروس الدنيا وقطب العالم ، وتؤكد جلّ المصادر وكتب التاريخ ان يحيى البرمكي هو
صاحب الفضل الاوفر في الاهتمام ببغداد واعلاء شأنها من الناحية العمرانية ، والفكرية ،
والحضارية ، حيث عمل على تطوير هذه المدينة ، وصرف الاموال في عمرانها من قصور
وجسور ، وحدائق ، حتى صارت هذه المدينة نزهة للدنيا مما شجعت العلماء والادباء الى
ان يقصدوها لما توافر فيها من وسائل الحضارة ، والترف ، والفكر. وفي هذا المجال نقل
السيوطي قال : كانت ايام هارون كأنها من حسنها اعراس. تاريخ الخلفاء / 286.
وخلاصة القول انها مدينة الترف ، والبذخ ، والعظمة ، والكبرياء ، فمن جمال القصور الى
بهاء القبب الى سحر الحدائق والبساتين ، مما صيّرها قبلة لأهل اللهو والمجون واهل الفاحشة
والغناء ، انها كذلك مدينة العلم ، والفن ، والادب ، والنبوغ ، وعلى حد قول بعضهم :
بغداد مدينة الخير والشر والفسوق والدين.