معركة فخ
الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وحشّدوا جنودهم للثورة= واصبحت « يثرب » بعدُ حُرة
وهرب الوالي بغير حربِ= سوى رجال قتلوا بالضربِ
وخرج الحسين نحو الكعبه= وهو يناجي في الخفاءِ ربه
ثم استعد الجندُ للقراعِ= ويثربُ والٍ بها « الخزاعي »
وجدَّ بالمسير حتى وصلا= « فخاً » فحط عندها مبتهلا
فأرسل ( الهادي ) جيوشاً تترا= لعلها تظفرُ بابن الزهرا
يقودها في سعيها العباسُ= وبعدهُ موسى وجُرَ الناسُ
واشتعلت معركةٌ مدوية= حيث التقى الجشيان يومَ التروية
فطارت الرؤوسُ والرقابُ= وانثلمت بضربها الحرابُ
وصارت السهام مثل المطرِ= وسالت الأرض بسيلٍ أحمرِ
وطاول الحسين سهمُ الغيِّ= يُطلق من « حمادٍ التركيِّ »
واستشهدَ الثوار بعد صبرِ= وامعنت فيهم رماح الغدرِ
وترك الحسين في العراءِ= مضمخاً بأطهرِ الدماءِ
ملقىً بلا غسل ولا تكفينِ= مضرحاً كجدهِ للدينِ
وأرسلت رؤوسهم للهادي= وشمتت في ذلك الاعادي
وامر الطاغي بقتل الاسرى= فقتلوا مقيدين صبرا
وصلبوا على جدار الحبسِ= من الصباح لمغيب الشمسِ
وحزن الإمام موسى الكاظمُ= ونُكست من هاشم العمائمُ (1)