ثورة التوابين
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
لكنّما الكوفةُ باتت قلقه= آلُ أُميّة بها مفترقه
والشيعةُ الأبرارُ في عناءِ= وندمٌ يموج في الأَحشاءِ (1)
إن لم يكونوا نصروا الحسينا= ولم يوفوا للنبيِّ الدينا
قد كاتبوه ودعوه سرا= لكنّهم لم ينصروه جهرا
فاشتعل اللومُ بهم والعتبُ= عسى يُكفرُ الونا والذنبُ
فما الذي يمحو سوادَ العارِ= غيرُ طلاب الثارِ للأطهارِ
فيالثارات الحسين ارتفعت= وخلفها كلُّ السيوف التمعت
فاجتمعوا في دارةِ الخزاعي= القائد المقدّمِ المطاعِ
فذكروا مقتل سبط طه= وأطلقوا آهاً تجرُّ آها
وقرّروا أن يكتبوا للشيعه= في السر نحو ثورةِ مريعه
وجمعوا الأموالَ للسلاحِ= والفتحِ والجهاد والكفاحِ
ودام نظمُ أمرهم أعواما= أربعةً من قبل أن تقاما
ثورتهم في بقعةِ النخيله= فجيشُهم فيها أعدَّ خيله
كان لهم أربعَةٌ آلافُ= لم يرهبوا الموتَ ولم يخافوا
وانطلقوا لمصرعِ الحسينِ= والكلُّ منهم دامعُ العينينِ
فأعلنوا توبتهم للباري= وطلبوا الغفران بانكسارِ
ظلوا ثلاثاً في طفوف كربلا= من قبل أن ثورتهم تشتعلا
ساروا على اسم الله للجهادِ= ليقطعوا الواديَ بعد الوادي
يقدمهم فيها « ابن عوف الشاعرُ »= مرتجزاً بشعره يجاهرُ
« خرجن يلمعن بنا إرسالا= عوابساً يحملننا أبطالا
نريد أن نلقي بها الأقيالا= القاسطين الغدّر الضُّلّالا
وقد رفضن الولد والأموالا= والخفرات البيض والحجالا
نُرضي به ذا النعم المفضالا »= قد قالها ما أحسن المقالا
فوصلوا صبحاً « لعين الورده »= فيها « عبيد الله » لَمّ جنده
فالتحم الجيشان في بساله= والكل منهم ناله ما ناله
فاستشهد ابن صردِ الخزاعي= وهو صحابي بلا نزاعِ
وبعده المسيب بن نجبه= لاقى على درب الحسين ربّه
واستشهد الباقون في القتالِ= من بعد يوم شرس النزالِ
وقفل القلةُ نحو الكوفه= جرحى من المعركة المخوفه