موقف أبي برزة الأسلمي الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
ثمّ « أبو برزة أعني الأسلمي »= قام وقال قولةً مِلْءَ الفمِ
أشهد أنّي قد رأيتُ أحمدا= قَبَّلَ منُه الشفتين واليدا
وقال ذا شبابُ أهل الجنّه= فصار حبهُ هُدىً وسُنّه
قد قتل الله الذي يقتلهُ= وفي زاويا سَقرِ يُنزلهُ
فغضبوا منه وجُرّ سحبا= وكاد أن يُقتلَ فيه حبا (1)
Testing
(1) رغم التحسس والذهول الذي أحدثه خطاب الإمام السجاد عليهالسلام في مجتمع الشام كان
من حماقة يزيد أن دعا برأس الحسين عليهالسلام ووضعه أمامه ، في مرأى من النساء والأطفال ،
فلمّا لاح الرأس الطاهر لهم أكثروا من الصراخ والبكاء ثمّ أذن يزيد للناس إذناً عاماً أن
يدخلوا عليه وأخذ ينكثُ ثغر الحسين عليهالسلام بقضيب بيده ، وهو يقول : يوم بيوم بدر ، وأنشد
قول الشاعر :
أبي قومنا أن ينصفونا فأنصفت
قواضبُ في أيماننا تقطر الدما
نفلق هاماً من رجال أعزّة
علينا وهم كانوا أعقّ واظلما
صبرنا فكان الصبر منّا عزيمة
وأسيافنا يقطعن كفاً ومعصما
فأجابه يحيى بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان وكان حاضراً في المجلس بقوله.
لهامٌ بجنب الطف أدنى قرابة
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى
وليس لآل المصطفى اليوم من نسل
فضربه يزيد على صدره وقال : اسكت لا أم لك. تأريخ الطبري 6 / 265 والكامل لأبن الأثير 4 / 37.
وكان في المجلس أبو برزة الأسلمي وقد هاله المشهد المؤلم فقال : « أشهد لقد رأيت النبي
صلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن عليهالسلام ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة قتل الله
قاتلكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً » فغضب يزيد وأمر به فأخرج سحبا.
تأريخ الطبري 6 / 267. مناقب ابن شهر آشوب 2 / 26.