شعراء أهل البيت عليهم السلام - الوداع الثاني

عــــدد الأبـيـات
36
عدد المشاهدات
153
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:32 مساءً

ربِّ انتقِمْ مِنْ هؤلاءِ الظَّلمَهْ= واُمَّة بغَتْ علينا مُجرمَهْ غَدا فودّعَ العيالَ ثانيا= مُوصيا نساءَهُ مُواسيا يقولُ : صبراً واستعِدُّوا للبَلا= إذا القضاءُ فيكُم قدْ نزَلا فربُّكم ينجيكُم بالرحمَهْ= مِنْ بعدِ أنْ يكشفَ هذي الغمَّهْ ويُغدقُ النعمةَ بالعطاءِ= كرامةً منْ خالقِ السماءِ فلا تقولُوا ما يحطُّ قدرَكُمْ= ولا تُبيحوا للطغاةِ سرَّكمْ فأَنتُم ودائعُ النبيِّ= وانتُم أمانةُ الوصيِّ وعندَها قالَ « ابنُ سعد » ويْحَكُم= شدُّوا عليهِ قبلَ أنْ يفجأَكُم ما دامَ مشغولاً بأمرِ الحرمِ= وقلبُه معلقٌ بالخيمِ واللهِ إنْ يكُنْ لكمْ قَدْ فَرغا= لعادَ جيشُكم دَماً مُصطبغا واختلطَتْ ميمنةٌ بميسرَهْ= فهو ابنُ قاتلِ الرجالِ حيدرَهْ فحمَلُوا عليهِ بالسهامِ= حتّى تخالفَتْ على الخيامِ وأُرعِبَ النسوةُ والأطفالُ= وصرخَتْ مِنْ خوفِها العِيالُ فحملَ الحسينُ لَيْثاً غضبا= وسيفُهُ صاعقةٌ تلهبا يضربُ فيهم والفؤاد ظامِ= وعنْ بناتِ المصطفى يُحامي فقالَ للقومِ : ألا مِنْ ماءِ= أُطفي لهيبَ الجمرةِ الحمراءِ فقالَ شمرٌ لا تذوقُ البارِدا= حتّى تَرى النارَ إليها وارِدا وقالَ بعضٌ صُدَّ للفراتِ= كأنّه يمموجُ كالحيّاتِ لا تشربنَّ منهُ أو تقضي ظَما= أو تقبَل الأمرَ وأنْ تَسْتسلما فأَغمضَ الحسينُ طَرفاً ومَشى= وقالَ يا ربِّ أَمِتْهُ عَطَشا ثمَّ رمى سَهْماً « أبو الحُتوفِ »= نحوَ الحسينِ في ثرى الطفُوفِ فوقَع السهمُ على جبهتهِ= وسالَتِ الدما على لحيتهِ فهتفَ الحسينُ ربِّ قَدْ تَرى= ما أنا فيهِ والذي ما قَدْ جَرى ربِّ احصهمْ بينَ يَديك عَددا= ولا تذَرْ في الأرضِ منهُم أحَدا ورفعَ الصوتَ لهُم يُنادي= يا أُمّةً خانَتْ وصايا الهادي فَبئسما خلفتُمُ محمّدا= في أهلهِ وما حفظتُمْ وَلدا لا تَقتلُونَ بعدَ قَتلي رجُلا= فيهِ تخافونَ الإِلهَ والمَلا لكنْ يهونُ كلُّ قتل بَعدي= فأبشِروا بذلّة وبُعْدِ فإنّني أطمعُ بالشهادَهْ= وهيَ لدينا غايةُ السعادَهْ وأسألُ الباري بأنْ يَنتقما= منكُم لما سفكتموهُ مِنْ دِما قالَ « الحُصينُ » : وبماذا ينتقِمْ= مِنا لكُم والسورُ منكُم ينهدِمْ ؟ فقالَ : يُلقي بأسَكُم بينَكُمُ= وعندَها ويلَكُمُ ويلَكُمُ وضَعُفَ الحسينُ عنْ قتالِهم= فأفرغُوا عليهِ مِنْ نبالِهمْ ورشَقُوهُ ثُمَّ بالحجارَهْ= فَهُم لعمري أُمَّةٌ غدّارَهْ فحجرٌ أصابَهُ في جبهتهِ= أسالَ منهُ دمَهُ في وجنتهِ فأَخذَ الثوبَ ليمسحَ الدِّما= رَماهُ آخرٌ بسهم سُمِّما (1)
Testing