الحسين عليهالسلام يُقرِّر مشروع الثورة
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
وصرخَ الوليدُ كيفَ أقتُلُ ؟= هذا وجدُّهُ النبيُّ المرسَلُ
فرجعَ الحسينُ وهو ثائرُ= يَضمِرُ أمراً ولهُ يُغادرُ (1)
فزارَ قبرَ جدِّهِ مُودِّعا= يَلثمُ رملَهُ ويُرخي المَدْمَعا
يقولُ : يا جدّاهُ ذا الفراقُ= رِحالُنا محطُّها « العِراقُ »
فجمعَ الركبَ لكيْ يَسيرا= وأخبرَ الكبيرَ والصغيرا
بأنهُ مسافرٌ لنينوى= فهوَ الى الثَّورةِ قَدْ شدَّ اللِّوا
فاعترضتْ كبارُ آلِ هاشمِ= إنْ شئتَ سافِرْ دونَما الفواطمِ
لكنْ أجابَ : خالقُ البرايا= قدْ شاءَ أنّها تُرى سبايا
وأنْ يَراني قَبلها مُرمّلا= وأنْ يكونَ مَقْتلي بكَرْبلا
فارتفعَ البكاءُ والعَويلُ= مُذْ أيْقَنوا بأنَّهُ قَتِيلُ
فسارَ والرَّكبُ لهُ رَنِينُ= وفي القلوبِ خلفَهُ حَنِينُ (1)
حتى أراحَ ركبَهُ في الحرمِ= لم يُعْطِ بيعةً ولمْ يسْتَسلمِ
يطوفُ في البيتِ ويدعو ربَّهْ= مُصلِّياً مُعتمِراً في الكعبَهْ
يَلْتفُّ حولهُ الأُباةُ البرَرَهْ= مِنْ هاشم وجعفر وحيدرَهْ
يكتبُ للأَمصارِ أنْ تَهيَّأُوا= لثورة عارِمة لا تَهْدأُ