شهادته عليهالسلام
الجزء الرابع: الإمام الحسن بن علي عليه السلام
حتّى قَضى مُحْتَسِباً وصابرا= وقَصَدوا بنعشِه المَقابرا
فقالَ : « آلُ هاشم » في فقْدِهِ= لا بُدَّ أنْ يُدفَن عندَ جدِّهِ
لكنَّما « عائشُ » صاحتْ رافضَهْ= البيتُ بَيتي وأنا مُعارِضَهْ
ورَدّتِ القولَ إلى « مَروانِ »= « وآلِ حَرب وبَني سُفيانِ »
وكادَتِ الحَرْبُ بأنْ تَقُوما= لمّا أصابُوا نعشَهُ المَظْلوما
وقدْ رَموهُ بالسّهامِ الغادرَهْ= فانتفضَتْ بنو أَبيهِ ثائرَهْ
وغَضِبَ الحسينُ والعبّاسُ= واخْتلفتْ فِيما تَراهُ النّاسُ
لكنَّما الوضِيَّةُ المسلَّمَهْ= « أنْ لا يُراقَ الدّمُ قدْرَ محجَمهْ »
فحُمِلَ النَّعشُ إلى البَقِيعِ= مُجَلَّلاً بالحزنِ والدّمُوعِ
وظلَّ بعدَهُ بَنُو أبيهِ= يَبكونَ « بِضعةَ النَّبيِّ » فيهِ
ويندبونَ شخصَهُ الأَبِيّا= ويذكرونَ جدَّهُ النّبيّا
حيثُ بَكى الحسينُ عندَ قبرهِ= مُذَكِّراً بقدسِهِ وطُهرِهِ
بُعْداً لهذا الزّمَنِ الغَدّارِ= مُعانداً لصَفْوةِ المُخْتارِ
إليكَ مِنّا يُرْفَعُ السَّلامُ= فَأنتَ فينا القُدْوةُ الإِمامُ (1)