المولد المبارك
الجزء الرابع: الإمام الحسن بن علي عليه السلام
بَيْتٌ يَضمُّ فاطِماً وحَيدرا= صارَ بِحُبِّ أَحمد مُسَوَّرا (1)
ينتظرُ الجميعُ فيهِ شِبْلا= قدْ طابَ فَرْعاً طاهِراً وأصْلا
ذاك هو السِّبطُ الزَّكيُّ الحسنُ= رَيْحانةُ النَّبيِّ والمُؤْتَمنُ
في النِّصفِ مِنْ شهرِ الصِّيامِ وُلِدا= فالمَلأُ الأعلى يُهَنِّي « أحمَدا » (2)
في ثالثِ السِّنينِ بعدَ الهِجرَهْ= اِذْ غمَرتْ بيتَ الهُدى المَسرّهْ
جاءتْ بهِ « أسماءُ » للرّسولِ= تحملهُ مِنْ فاطمِ البتولِ
قالَ النّبيُّ : إنَّ هذا وَلَدِي= ورَّثْتُهُ منْ هَيْبتي وسُؤدَدِي
قبَّلَهُ في الثَّغْرِ والعُيونِ= وضمَّهُ لصدرِهِ الحنونِ
مُؤذِّناً في سمعهِ مُقِيما= وحالِقاً لشعرهِ تَعْظيما
ومُطْعِمَ الأهْلِينَ منْ عقيقتهِ= وليمةً أثْبتَها في سُنّتهِ
ألبسَهُ الأخضرَ مِنْ ثِيابهِ= مُكرّماً مَنْ سَأَلُوا ببابهِ
أحبهُ النبي حُباً جما= فأنه الخيرُ أباً وأُما
وقال من أبغضهُ أبغضني= ومن أحبهُ فقد أحبني
وقد روى عن النبي « أسلمُ »= وهو فتىً يَصدقُ فيما يُحكمُ
قال : رأيت الحسنين مرة= قد ملئا من ضحك المسرّة
وفوق عاتق الرسول ركبا= فقلتُ نعم الفرسُ المحببا
فابتسمَ الرسولُ ثمَ همهما= الفارسان الهاشميان هُما
وفي الصحيحين من الانباءِ= في الترمذي الثبت والنسائي
ان النبي كان يوماً يخطبُ= في صحبه اذا بدا يقتربُ
الحسنان نحوه ويعثرا= فتركَ النبي ذاك المنبرا
واحتضن الطفلين في حنانِ= مذ أتيا اليه يعثرانِ
وقال صدقاً جاءتَ الآياتُ= وسورٌ منهن محكّماتُ
ب إنما أموالكم والوُلدُ= فتنتكم يا قومُ فاستعدوا
منزلة للسبط ما أعظمها= وقولة في الحق ما أكرمها
وقالَ : هذا وَلَدِي رَيْحانَهْ= يُشْبِهُني في الصِّدْقِ والأمانَهْ
ترقصهُ الزهراءُ وهو طفلُ= قد انطوى في جانبيه شبلُ
تقولُ والقلبُ ينادي فرحا= بطفلها كوردة تفتحا
« أشبه أباك يا صغيري يا حسن= واخلع عن الحق مغاليق الرسن
واعبد إلهنا الكريمَ ذا المنن= ولا توالي كل رجسٍ ذا إحن »
وجاء عن أبي سعيد الخدري= حديث حق ما به من نكرِ
مقالة الرسول في سبطيه= وكان يطري فضل وارثيه
يقول والقولُ صريح السُنّه= هاذان سيدا شباب الجنه
وفي حديث بيت « أُمِّ سلمه »= جاءت بفضل السبط أي مكرمه
في أنه خامس أصحاب العبا= وكان عن رجس الهوى مجنبا
وفي حديث « زيد بن أرقمِ »= قولَ الرسول الطاهر المكرمِ
بأنني ورثتكم في غيبتي= كتابَ ربي صادقاً وعترتي
فهاهما والله لن يفترقا= حتى يجيئا حوضي المصدَّقا
وشبَّ في حضنِ النَّبيِّ المُصطفى= يَسمعُ جبريلَ وأسرارَ الخَفا (3)
يستلهمُ الآياتِ والنُّبُوَّهْ= والصَّبرَ والحِكمةَ والفُتُوَّهْ
حَتَّى غَدا في مَضربِ الأمثالِ= وقُدوةَ التأريخِ والأَجيالِ (4)