جُرحُ الإمام عليهالسلام
الجزء الثاني: الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام
فكمنَ ابنُ ملجمٍ في المسجدِ= ومعه عِلجٌ أثيمٌ معتدي
قام وما أن دخل الامامُ= حتى علا مفرقهُ الحُسامُ
فقال : قد فزتُ وربِّ الكعبه= مناجياً رغم الجراحِ ربّه
فضجّت الكوفةُ بالعويلِ= تبكي على إمامها القتيلِ
وصاح صائحٌ من السماءِ= بالحزنِ واللوعة والبكاءِ
تهدمت والله أركانُ الهدى= بقتلِ من اضحى امامَ الشُهدَا
وحُمِلَ الإمامُ نحو بيتِهِ= والكلُّ باك صارخٌ لموتِهِ
فاستقبلته « زينبٌ » بدمعةٍ= نادبةً بحرقةٍ ولوعه (1)
وازدحم الصحبُ وراء البابِ= تلمَّهم فداحة المصابِ
حيث غدا بنفسه يجودُ= ونمَّ في أطرافهِ البرودُ
حتى إذا قد رشحَ الجبينُ= واقتربت من ساحِهِ المنونُ
أَوصى ويالله من وصيّه= قلادةً في عنقِ الرعيّه (2)
أوصى بدين الله والقرانِ= والصوم والصلاة والجيرانِ
ثمّ اليتامى حيث أوصى فيهمُ= أن لا يُضيّعوا ولا يُهتضموا
والعهدَ أعطاه لنجلهِ « الحسن »= خليفةً من بعده ومؤتمن (3)