فتح مكة
الجزء الأول: النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله
وامتدت الدعوةُ في الجزيره= وهي نواة الامةِ الكبيره
والتزم الرسول بالمعاهده= لكنما قريشُ ظلّت حاقده
فنقضت عهودُها عند الخفا= وباغتت في الليلِ بعض الحلَفا
فهاجمت خزاعة الأبيه= أهلَ الوفا والجودَ والحميه
وحين جاء (عمروٌ الخزاعي)= الى النبيّ بدمٍ ملتاعِ
يقول في آبياته الاليمه= يخاطبُ النبوة الكريمه
(لاهمَّ اني ناشدٌ محمدا= حلفَ أبينا وابيكَ الاتلدا
ان قريشاً اخلفوكَ الموعدا= ونقضوا ميثاقكَ المؤكدا
هم بيتونا بالوتيرِ هجدا= وقتلونا ركعاً وسجدا)
فأقسمَ النبيُّ ان يردها= لانها خانت جهاراً عهدها
فحشّدَ الرجالَ نحو الفتحِ= عشرةَ آلافٍ قبيلَ الصبحِ
قد ذُعرَ الشركُ غداة شاهدا= جحافلاً تمشي وراء (احمدا)
وانهار صرحُ البغي والطغيانِ= يوم اتى يحبو (ابو سفيانِ)
يظهر ايماناً ويُخفي الكفرا= لم يشرح الله لديه صدرا
ويا لهُ من مشهدٍ اذ دخلوا= (لمكة) فانهار فيها (هُبلُ)
ثم هوت من بعده الاصنامُ= وعمت الفرحة والسلامُ
ودخل النبيُّ في تواضعِ= مطأطأ الرأس بقلب خاشعِ
مسبحاً بحمد رب البيتِ= وخاطب القوم بأعلى صوتِ
اليومَ عزٌ لقريشٍ يُبنى= فالبيتُ صار للجميع أمنا
مبيّناً في ذاك شأن (المسجدِ)= والجمعُ صاح باللسانِ واليدِ
لبّيكَ يا خيرَ الورى جميعا= غرست في قلوبنا الربيعا
فقال بعد ذاك : يا قوم اسمعوا= اذ عدت ما ترونني سأصنعُ
قالوا : أخٌ نعرفهُ كريما= مصدّقاً برّاً بنا رحيما
قال : اذهبوا فأنتم طُلقا= فقد عفوت عنكم ما سبقا
ودخلوا في دينه أفواجا= وملأوا الاقطارَ والفجاجا
وبعدها توجه (النبيُّ)= ليثربٍ وامرُهُ قويُّ (1)