العرب قبل الاسلام الجزء الأول: النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله
بذكر أحوالِ جزيرةِ العرب= ترنو الى نور النبيّ المرتقب
وحيثُ كان الرومُ في طغيانِ= والفرسُ في صوامع النيرانِ
والعربُ عكّفٌ على الاصنامِ= في حمأة الضلالِ ... والحرامِ
عادتهم وأدُ البناتِ جهلا= مستسهلين دفنها والقتلا
الخمرُ فيهم والربا قد شاعا= بجهلهم قد ألفوا الضياعا (1)
Testing
(1) كان العرب في الجاهلية ، وهي المرحلة التي سبقت بعثة الرسول صلىاللهعليهوآله يعيشون حياة
قاسية خشنة ، فلم تكن تحكمهم نظم سياسية او مدنية ، انما كانت حياتهم العامة تقوم
على تحكيم المقاييس الجاهلية والصراعات والقهر والغلبة.
كان النظام الغالب على حياتهم ، هو التنقل طلباً للمرعى والماء ، مما كان يدفعهم الى
التقاتل من اجل هذين المطلبين ، لان فيهما حياتهم واستمرار معيشتهم.
وفيما كانت حياتهم تقوم على هذا النمط الصعب ، كانت تحيط بهم دول قوية مستقرة ،
ابرزها دولة فارس في الشرق ، ودولة الروم في الشمال ، وهاتان الدولتان كانتا تتمتعان
بقوة ونظام مدنيّ متين.
كان العرب يعبدون الاصنام ، وكان لكل قبيلة وثنها الخاص. وقد سرت هذه العبادة في
بني اسماعيل بعدما تكاثروا وضاقت بهم مكة ، فقد تفرقوا في البلاد ، وحمل كل واحد
منهم حجراً من حجر الحرم ، كانوا يطوفون به حيثما ينزلون ، ومع مرور الزمن نسوا دين
آباءهم ، وعبدوا الاوثان ، وذكر ابن اسحاق في سيرته واليعقوبي في تأريخه :
ان عمر بن لحي وهو شيخ خزاعة ، سافر الى الشام ، ورأى هناك ان الناس يعبدون
الاصنام ، فأخذ منهم « هبل » ونصبه على الكعبة.
وكان العرب يخضعون لعادات وتقاليد خاصة بهم ، منها وأد البنات ، وهي عادة بشعة
كانت منتشرة بينهم ، حيث يعمد الاب الى دفن الانثى التي تولد له ، لانه يرى فيها عاراً
عليه ، او انها ستلحق به العار في المستقبل ، فيما لو سقطت بيد اعدائه خلال الحروب
المستمرة فيما بين القبائل ، حتى قال شاعرهم :
سمّيتها إذ ولدت تموتُ = والقبرُ صهرٌ ضامنٌ زمّيتُ
وكان الخمر شائعاً بين العرب في الجاهلية ، الى جانب دور البغاء. كما كان الربا شائعاً في
معاملاتهم التجارية ، وكان من مصادر الثراء عند القلة منهم ، لكنه في المقابل كان سبب
دمار وعبودية للكثرة الكاثرة.