بيضة الإسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
إن كنت مشفقة علي دعيني= ما زال لومك في الهوى يغريني
لا تحسبي أني للومك سامع= إني إذا في الحب غير أمين
بيني وبين الحب عهد كلما= رام العواذل نقضه تركوني
البسته ثوب الوقار تجملا= كي لا تري بي حالة المجنون
إن جن خل العامرية يافعا= فلقد جننت ولم يحن تكويني
لو أن صادحة الحمام تعقلت= ما بي لأبدلت الغنا تأبيني
أو أن ضال المنحنى مستمطرا= دمعي لأبقاه بغير غصون
البرق أنفاسي إذا هي صعدت= والغيث دمعي والرعود حنيني
قالوا التجلد قلت ما هو مذهبي= قالوا التوجد قلت هذا ديني
لا في سعاد ولا رباب وإنما= هو في البقايا من بني ياسين
الحب هذا لا كمن تاهت به= في الغي سود ذوائب وعيون
لما سمعت بذكر يومهم الذي= في كربلاء جرى الفت شجوني
غوثاه من ذكراك وقعة كربلا= يا ام كل حزينة وحزين
ليس اللديغ سوى لديغك لا الذي= أمسى يكابد نهشة التنين
وعسى اللديغ أصاب حينا راقيا= الا لديغك ما له من حين
حتى القيامة وهي دون عذابه= بلظى همومك لا لظى سجين
لاقى الحسين بك المنون وإنني= لاقيت فيك عن الحسين منوني
يا بيضة الإسلام أنت حرية= بعد الحسين بصفقة المغبون
أعطى الذي ملكت يداه الهه= حتى الجنين فداه كل جنين
في يوم القى للمهالك نفسه= كيما تكون وقاية للدين
وبيوم قال لنفسه من بعدما= أدى بها حق المعالي بيني
أعطيت ربي موثقا لا ينقضي= الا بقتلي فإصعدي وذريني
إن كان دين محمد لم يستقم= الا بقتلي يا سيوف خذيني
هذا دمي فلترو صادية الظبا= منه وهذا للرماح وتيني
نفذ الذي ملكة يميني حسرة= ولأتبعته يسرتي ويميني
خذها اليك هدية ترضى بها= يا رب انت وليها من دوني
أنفقت نفسي في رضاك ولا= أراني فاعلا شيئا وأنت معيني
ما كان قربان الخليل نظير ما= قربته كلا ولا ذا النون
هذي رجالي في رضاك ذبائح= ما بين منحور وبين طعين
رأسي وأرؤس أسرتي مع نسوتي= تهدى لرجس في الضلال مبين
واليك أشكو خالقي من عصبة= جهلوا مقامي بعدما عرفوني
جعلوا عظامي موطئا لخيولهم= يا رب ما ذنب به أخذوني
ماء الفرات محلل لكلابهم= وانا الذي من ورده منعوني
ميراث جدي خالص لي دونهم= ما بالهم عن إرثه طردوني
أوصى نبيك قومه في اله= وانا إبنه حقا وما حفظوني
هذا وقد كنت الرقيب عليهم= يؤذيك ما من فعلهم يؤذيني
خذ لي بثأري وإنتقم لي منهم= أنا عبدك القن الذي ظلموني
لم يبق لي شيء أعد نفيسه= لرضاك الا وارثي واميني
هذا عليلي لا يطيق تحركا= لو يستطيع بنفسه يفديني
أبقيته ليكون بعدي موضحا= للناس غامض سرك المكنون
هذي أمانة أحمد أديتها= فإشهد علي بها وانت أميني
يا أيها الملك المحجب وثبة= يعنو لها بالذل كل حرون
أترى سواك اليوم راتق فتقها= هيهات ليس سواك بالمأمون
ذهب الحسين بطخية لم تنكشف= الا بضوء حسامك المسنون
خشعت له حتى السباع قلوبها= وترقرقت حتى العيون العين
غضب الاله لعقر ناقة صالح= حتى أذاقهم عذاب الهون
وإبن النبي رضيعه في حجره= رضع السهام بنحره المطعون
ولقد خشيت بأن تزور منيتي= قبل إنتصاركم بني ياسين
لا خير في عمر الفتى ما لم يكن= يفنى بنصرة صاحب وخدين
هي بغية لو أنني أدركتها= لعلمت أني لست بالمغبون
هيهات ذكرك يا مرابع كربلا= بعد الزمان وقربه ينسيني
ما أنت الا روضة ممطورة= بدم الأحبة لا السحاب الجون
لا تنبتي الا بدورا وإبهجي= بهم إبتهاج الروض بالنسرين
جادوا لربهم بكل نفيسة= وفدوا إمامهم بكل ثمين
ثبتوا لمقترع الالوف حماية= عنه وما زادوا على السبعين
لي مثل نيتهم ولكن القضا= والجد أخرني وهم سبقوني
يا من بحبهم وبغض عدوهم= يوم القيامة في غد تحصيني
أعيا الكرام الكاتبين توغلي= في الموبقات بكثرة التدوين
ما قمت من ذنب أحاول توبة= الا وقعت بمثله من حين
مُنوا بلطفكم علي فإنني= عجزت بحمل صغارهن متوني
إن كنتم لا تشفعون لغير ذي= ورع فمن للخاطئ المسكين
من يعتصم بولائكم لم يعتصم= الا بحبل للاله متين