سيف الشرك يعبث
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
لو كنت صاحب لوعتي وغرامي= لعلمت كيف بذكرهن هيامي
ما مر ذكر زمانهن بصارخ= الا أبحت حشاي للأسقام
زمن لو أن الدهر جدده لنا= صحت برغم عواذلي أحلامي
ومروع باللوم قلبي لو درى= ما بي من الأشواق كف ملامي
ما زال يلقاني بقبح كلامه= زجرا والقاه بلين كلامي
أنا كنت أدري مذ الفت هواهم= أن سوف يكثر فيهم لوامي
لكنني وأبيك لست بسامع= طاشت إذا دون المرام سهامي
والله لم أر بعد يوم فراقهم= يوما له أجفو لذيذ منامي
الا إذا ذكر المحرم قال لي= قلبي إتخذ للحزن دار مقام
حقا على أهل الوفا أن يسأموا= طيب الكرى ولذيذ كل طعام
حزنا لما نال النبي محمدا= من مفردات مصائب وتؤام
أما عزيزته البتول فلم تزل= حلف الضنا وفضاضة الالام
قاست مصائب لو تقاسي بعضها= شم الجبال لسخن بعد قوام
في كل يوم تستجد مآتما= عظمت مواقفها على الإسلام
أسفي لعترتها الأطايب أصبحوا= نهبا لكل مثقف وحسام
متباعدون عن الديار كأنهم= سرب يوكله الردى بهيام
ما زال سيف الشرك يعبث فيهم= ويبعدهم من مقصد ومقام
حتى قضت وطرا أمية فيهم= ومضت فقام لها بنو الأعمام
يتسابقون على إنتهاب تراثهم= سبق الجياد الضمر للإقدام
أما أمية لم تهج أضغانها= الا تراث الشرك والأصنام
فعلام هاجت للسما أضغانها= وهم ذوو الأنساب والأرحام
هذا وما إرتكبت أمية قبلهم= معشار ما إرتكبوا من الآثام
لو كان حقا قربهم من هاشم= ما ضيعوا لبنيه عهد ذمام
لم يتركوا لبني النبي حشاشة= الا أشبوا برها بضرام
في كل سجن للنبي لديهم= ثاو وفي قفراء آخر دام
ولقد عجبت وكيف لم أعجب وقد= أضحى الرشاد مضيع الأحكام
وخلافة الله التي لم ينخفض= لسوى بني الهادي ذراها السامي
كانت أعز من الثريا منعة= واليوم صارت موطئ الأقدام
يدعى الرشيد بها إماما حكمه= ماض وخير الخلق غير إمام
من ناشد عني بني العباس لا= جفت برقم هجائهم أقلامي
أنّى إدعوها ملكهم واراهم= لم يسعدوا فيها بشد حزام
أيام باع الشرك أرسل كفه= وإقتاد شامسها بغير زمام
أسوى علي كان يوضح للورى= ما كان منها طامس الأعلام
حتى إنجلت كالصبح أسفر بعدما= غشى الظلام سفوره بظلام
من ذا يقابل ذا بمن إسلامه= ما كان لولا خيفة الصمصام
لا تفرحوا ياقوم إن أيامكم= طالت بطول مسرة ودوام
فكأن قد إنقلبت بكم وكأنكم= لم تظفروا منها بنيل مرام
إن الذين ولعتم في ظلمهم= لهم معادن كل فضل نام
وهم الذين بوصف بعض علاهم= ضلت تحير خواطر الأوهام
لو أنهم راموا تملك جيد ما= رمتم لكان لهم أذل مرام
لكنهم نظروا عليها ذلة= الأدنى فعافوها إجتناب الذامي
فلذاك أصبح عارها ينمى لكم= باق مدى الأيام والأعوام
قد كان في يوم الغدير كفاية= في هولهم عن سائر الأيام
يوم به الجبار أكمل دينه= وأتمه في أحسن الإتمام
عقد النبي به ولاءهم على= من كان في الأصلاب والأرحام
فتعاقدوا أهل الغوى أن ينكثوا= ما كان أبرم غاية الإبرام
وعدوا عليهم يخضمون تراثهم= خضم السوائم نبتة الرمرام
إني لأقسم بالنبي واله= قسما على رب السما العلام
أن لا يغيرني على ما فيّ من= حب النبي واله الأعلام
يا رب كن أنت الشهيد عليّ= أني عبدهم وإسمع بها أقسامي